Thursday, December 14, 2023

العقول اللبنانيّة المهاجرة... خسائر بالمليارات... مقابلة د. علي فاعور مع الصحافية ندى عبد الرزاق في جريدة الديار في 14 كانون اول 2023. رئيس مركز السكان والتنمية: لبنان يخسر رأسماله.

 


العقول اللبنانيّة المهاجرة... خسائر بالمليارات

مقابلة د. علي فاعور مع الصحافية ندى عبد الرزاق في جريدة الديار في 14 كانون اول 2023

رئيس مركز السكان والتنمية: لبنان يخسر راسماله

https://addiyar.com/article/2138514


شرح رئيس مركز السكان والتنمية الدكتور علي فاعور لـ "الديار" انه "يتبيّن بحسب المسح الأخير، الذي أجرته إدارة الإحصاء المركزي عام 2018، أن عدد السكان المقيمين في لبنان قد بلغ نحو 4,8 مليون نسمة (لا يشمل العدد المخيمات الفلسطينية ومحيطها، ولا يغطي الوحدات غير السكنية للنازحين)، بينما بلغ عدد اللبنانيين منهم نحو 3,8 مليون نسمة، يمثلون 80 % من مجموع المقيمين. يُضاف اليهم عدد اللبنانيين المقيمين في الخارج من المسجلين في سجلات قيد النفوس، ويُقدر عددهم بنحو2.5 نسمة، يُضاف اليهم عدد من غير اللبنانيين، من اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين ( ويُقدر عددهم بنحو 3.5 مليون نسمة)، بحيث يمكن القول أنّ عدد السكان الذين يعيشون في لبنان عام 2020، بات يقارب سبعة ملايين ونصف مليون ساكن، وهذا الرقم هو الأعلى في تاريخ لبنان". واشار الى "ان هذه الأرقام لا تغطي العدد الحقيقي لجميع المقيمين في لبنان من اللبنانيين، وغيرهم ممن يحملون جنسيات متنوّعة، من العرب والأجانب".

الى الشتات للبحث عن جنسية


وتابع "مع تسارع الانهيار المالي الواسع وتراجع القدرة الشرائية، بدأت تتزايد موجات الهجرة الجماعية من معظم الادارات والمؤسسات الرسمية، وهي قد شملت أصحاب المهارات وحملة الشهادات العلمية، وبخاصة من التقنيين العاملين في الدوائر والمؤسسات العامة، حيث تتسارع هجرة الأساتذة الجامعيين، والمدراء العامين وموظفي الفئة الأولى في الدوائر الرسمية، حيث بلغت نسبة الوظائف الشاغرة حوالي 70 % (نحو 19 ألف وظيفة شاغرة)، في مؤسسات وإدارات القطاع العام، الذي كان يضم 27 ألف وظيفة قبل ثلاث سنوات".

أضاف "وبحسب بيانات مجلس الخدمة المدنية، فقد بلغ عدد الذين تركوا الوظيفة خلال العامين 2020 و2021، نحو 1100 موظف، كذلك الحال في مديرية التعليم الثانوي، حيث بلغ عدد الذين تركوا الوظيفة او أخذوا إجازات بدون راتب نحو 2100 أستاذ، وهذا سيؤدي لاحقاً الى افراغ الادارة والمؤسسات التعليمية والصحية من أصحاب الخبرة الذين فضلوا الهجرة للبحث عن عمل في الخارج".

وفنّد فاعور بالأرقام، فقال: "شملت حركة الهجرة مؤسسات القطاع الخاص، لا سيّما في القطاع المصرفي الذي يواجه أزمة غير مسبوقة أدت الى اقفال بعض الفروع المصرفية، واستغناء بعض المصارف عن موظفيها، فانخفض عددهم الى نحو 17 ألف موظف، بعدما هاجر نحو 5000 منهم مع عائلاتهم للعمل في الخارج. وبحسب البنك الدولي، فان نحو 53 % من المهاجرين هم مهندسون واطباء، وأصحاب الشهادات العليا، كما ان نحو 44 % لديهم مؤهلات جامعية".

في السياق ذاته، نشرت "إدارة الإحصاء المركزي" حديثا (آب 2022) بعض الأرقام، التي تشير الى ان أكثر من نصف اللبنانيين يرغبون في الهجرة، ونصفهم تقريبا يعيشون بدخل أدنى من 100 دولار. وتبيّن حسب الدراسة أن: 52 % من المقيمين يرغبون في الهجرة، و51 % فقدوا التغطية الصحّية، و49 % من الأسر لا يتجاوز دخلها مليونين و400 ألف ليرة لبنانية".

العقول اللبنانية المهاجرة خسائر بالمليارات

وعن خسارة الطاقات الفكرية والتقنية قال فاعور: "منذ عدة سنوات يتعرض لبنان لاستنزاف موارده البشرية، ويواجه ازمات اقتصادية واجتماعية وسياسية متعددة، أدت الى تدهور اقتصادي ومالي جسيمين، وتفكك شبكات الامان الاجتماعي، وتآكل الطبقة الوسطى وشلل المؤسسات السياسية والادارية، ثم ارتفاع معدلات التضخم وغلاء المعيشة وتراجع القدرة الشرائية، نتيجة انهيار العملة الوطنية السريع، وانتشار الفقر على نطاق واسع، ليشمل أكثر من 90 % من السكان، مما سرّع وتيرة هجرة الشباب من الجامعيين والاطباء والمهندسين واصحاب المهارات العالية"، واكد "ان الخسائر الفكرية والثقافية جسيمة وتقدر بمليارات الدولارات".

أردف "لقد أدت موجات الهجرة خلال السنوات الاربع الماضية (2020-2023)، إلى خسارة لبنان ما يقارب 12% (ما بين 400 و500 ألف مهاجر) من اللبنانيين المقيمين على أرضه، والبالغ عددهم بحسب إحصاء إدارة الإحصاء المركزي نحو 3 ملايين و864 ألف نسمة، بينما غالبية المهاجرين من الشباب أصحاب الشهادات الجامعية، وكذلك من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، بحيث بات لبنان الدولة الأولى في العالم من حيث تناقص عدد السكان (بحسب بيانات اليونيسيف حول معدل النمو السكاني في العالم لعام 2020).

وتشير التقديرات الى أن عدد المهاجرين اللبنانيين بين 2019 و2021 قد بلغ نحو 200 ألف مهاجر. يضاف إليهم نحو 70 ألف مهاجر عام 2022، كما يُقدر عدد المهاجرين بنحو 200 ألف مهاجر حتى نهاية العام الحالي 2023. أي أن مجمل عدد المهاجرين منذ العام 2019 قد بات يقارب نحو 500 ألف نسمة، مما يؤدي الى تقلّص عدد المواطنين الاصليين المقيمين في لبنان".

تداعيات الهجرة على الوضع السكاني

ما هي تداعيات الهجرة على الوضع السكاني؟ يجيب فاعور ان هناك 5 عوامل تؤثر على الوضع السكاني في لبنان جاء الهجرة:

1- لبنان الاول في العالم من حيث انكماش عدد السكان: يتبيّن بحسب توقعات شعبة السكان في الامم المتحدة، دائرة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية على أساس التوقعات السكانية في العالم 2022، ان لبنان يحتل المركز الاول في العالم من حيث تراجع النمو السكاني، بالنسبة لمتوسط المعدل السنوي للتغير السكاني في عام 2023، حيث يتضاءل عدد السكان بنسبة -2,68% عام 2023، وهو بسبب الازمة الأوكرانية، قد جاء في المرتبة الثانية في العالم بعد أوكرانيا عام 2022.

كما تشير دراسة أجرتها اليونيسيف حول النمو السكاني في العالم عام 2020، وشملت 244 دولة ومنطقة، اذ تبيّن أن لبنان قد جاء في المرتبة الأخيرة من حيث نسبة النمو السكاني. كما انه جاء في المرتبة الأولى بين الدول التي يقلّ عدد سكانها، حيث بلغت نسبة نَضَب عدد السكان (-0.881 %)، وذلك الى جانب دول مثل: لاتفيا، ليتوانيا، بلغاريا، أوكرانيا، صربيا، واليونان وغيرها من الدول التي يتناقص عدد سكانها، وعددها 36 دولة في العالم.

2- انخفاض الولادات وتراجع الزيادة السكانية: ان هذا الواقع أدى الى تراجع الزيادة الطبيعية للسكان اللبنانيين للفترة الممتدة بين 2018 و2022، وفق الآتي:

- يتبيّن من مقارنة أرقام الولادات والوفيات تراجع كبير في عدد الولادات (-38%)، وذلك مقابل زيادة في أعداد الوفيات (+6,2%). كان عدد الولادات يبلغ 95,218 طفل عام 2010، انخفض الى مستوى 62,868 طفل عام 2022.

- كما يتبيّن هبوط كبير في عدد معاملات الزواج (-24,6%)، على نقيض عدد معاملات الطلاق الذي وصل الى مستوى 26,5% من مجمل عقود الزواج عام 2022.

- أما أرقام الزيادة الطبيعية، أي الفارق بين عدد الولادات وعدد الوفيات، فهي تكشف التراجع الكبير بين ما كانت عليه عام 2018 ومستوى عام 2022، حيث انخفضت الزيادة الطبيعية (من67,360 الى 33,413 طفل) بنسبة 50%.

3- مؤشرات سكانية حمراء وتراجع حجم الاسرة: ان متوسّط حجم الأسرة في لبنان هبط من 4.6 أفراد عام 1996 الى 4,3 عام 2004، ليصل الى 3,8 ولد كمتوسط عام في لبنان عام 2018، وذلك بالنسبة لمجمل السكان المقيمين (مع غير اللبنانيين)، والى 3,6 بالنسبة للأسر اللبنانية وحدها وهذا يشمل حجم العائلة الممتدة (مع الأقارب والعمال المنزليين)".

4- اختلال التوازن في التركيب العمري والفئات العمرية: أما بالنسبة لتوزيع السكان حسب الفئات العمرية، فيلاحظ أن فئة صغار السن (دون 15 سنة)، كانت تمثل كمعدل عام نحو 29,3 % عام 1996، لكنها انخفضت إلى 21 % لدى اللبنانيين المقيمين عام 2018؛ بينما بالمقابل ارتفعت نسبة كبار السن خلال الفترة الزمنية نفسها، من نسبة 6,8 إلى 13,2 كمعدل وسطي عام في التكوين العمري للأسرة اللبنانية، مع وجود تباينات مناطقية شاسعة".

5- تزايد أعداد كبار السن وتراجع اعداد صغار السن: لعل أهم التحولات تتمثل في تزايد أعداد كبار السن وانتشار ظاهرة التعمّر، وذلك في مقابل تراجع عدد صغار السن (دون 15سنة)، مما أدى الى تغيير بارز في الهرم العمري النوعي للسكان.

 


Tuesday, December 5, 2023

نصف العرب.. في المدن..مقالة د. علي فاعور، في جريدة السفير، الخميس بتاريخ 6 حزيران 1996، وذلك لمناسبة انعقاد مؤتمر قمة المدن في اسطنبول عام 1996.

 

نصف العرب.. في المدن

مقالة د. علي فاعور، في جريدة السفير، الخميس بتاريخ 6 حزيران 1996، وذلك لمناسبة مؤتمر قمة المدن في اسطنبول عام 1996.

الدكتورعلي فاعور،عضو الوفد الرسمي إلى مؤتمر قمة المدن، ومستشار لدى مركز الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية عام 1996.

   




      يبدو لنا اليوم ونحن في مواجهة التغيرات المتسارعة ان المغامرة البشرية في هذا الكون لا زالت حديثة جدا بالمقارنة مع عمر الأرض، ونحن نقف اليوم امام اعتاب مرحلة  جديدة حافلة بالمفاجات، ومن منا لا يدرك المخاطر الناجمة عن تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه العالم في بعض مناطقه وابرزها تزايد عدد الفقراء وانتشار المجاعة ....

      بل من منا لا يدرك الاخطار البيئية التي تواجه الارض وهي تجري في رحلتها الكونية التي بدأت منذ أكثر من اربعة مليارات سنة حيث تكون النظام الشمسي وفيه الارض التي كانت دون غطاء جوي ودون مياه، ثم تكونت القارات بعد عمليات زحف واسعة وتكوّنت الحياة العضوية على الارض، ثم ظهر الانسان منذ حوالي ثلاثة مليارات سنة.

 اما رحلة الانسان العاقل على هذا الكوكب فقد بدأت منذ ٤٠ الف سنة تقريبا حيث بدأ التكاثر البشري

وتوسع الانتشار السكاني.

   

      فمنذ حوالي مليون سنة، في العصر الحجري القديم، كان عدد سكان العالم يساوي مدينة صغيرة الحجم يسكنها ١٠٠ الف ساكن. ثم بلغ العدد ٢٥٠ مليون نسمة في بداية عصرالميلاد. اما رحلة المليارات فقد بدأت عام ۱۸۰٧ حيث بلغ عدد السكان مليار نسمة تقريبا، ثم ٢ مليار عام ١٩٣٠، و ٣ مليار عام ١٩٦٠ و ٤ مليار عام ١٩٧٥ ثم ٥ مليار عام ١٩٨٧، ومن المتوقع أن يبلغ هذا الرقم ٦.٣ مليار عام ٢٠٠٠. أما مساحة اليابسة فهي لا زالت على حالها : ١٣٥ مليون كلم ؟ (مساحة الكرة الارضية ٥١٠ ملايين كلم (٢) والكثافة السكانية ٤٠ نسمة في الكلم ؟ .

    

     ويبلغ عدد سكان العالم اليوم حوالى ٥.٧ مليار نسمة ١.٢ يتوزعون بين مليار. ساكن في الدول المتطورة و4,5 مليار في الدول النامية، وقد بلغت الزيادة السنوية المجمل سكان العالم ٨٨ مليون نسمة عام ١٩٩٤، منهم ٧٩ مليونا في الدول النامية.

     وهكذا وصل نمو سكان العالم الى مستوى أعلى مما كان عليه في أي وقت مضى، واستنادا الى اسقاطات هيئة الامم المتحدة يرجح أن تبقى الزيادات السكانية السنوية اقرب الى ٩٠ مليون نسمة حتى عام ٢٠١٥ ، وبينما استغرق تزايد سكان العالم من مليار الى مليارين ١٢٣ سنة، تتابعت زيادات المليارت فيما بعد بشكل اسرع ، ٣٣ سنة، و ١٤ سنة و ١٣ سنة على التوالي، ويتوقع الا يستغرق الانتقال الجاري حاليا من المليار الخامس الى السادس سوى ١١ سنة، وذلك حتى عام ١٩٩٨، حيث سيتجاوز عدد سكان العالم ستة  مليارات نسمة.

      

 وقد تزايد عدد سكان العالم بمعدل ١.٧ في المئة في السنة خلال الفترة بين ۱۹۸۵ - ۱۹۹۰ ، غير انه من المتوقع ان  ينخفض خلال العقود التالية ليصل الى واحد في المئة فقط  في السنة بحلول الفترة ۲۰۰۰ - ٢٠٢٥ . فمنذ بداية التسعينيات يتزايد سكان العالم بمعدل ٩٠ مليون نسمة كل عام، بحيث تبلغ في عام هذه الزيادة حوالي مليار ساكن تضاف الى كوكب الأرض خلال عقد التسعينات.

       كما تشير التقديرات الى انه بين ۱۹۹٥ و ۲۰۱۰ يتوقع ان  يتزيد سكان المناطق الأكثر نموا بما بما يقارب 120 مليون نسمة، بينما سيزيد سكان المناطق الأقل نموا بما قدره ۱.۷۲۷ مليارنسمة. ومع ذلك فإن تحقيق استقرار في نمو السكان خلال والعشرين سوف يتطلب تنفيذ جميع  السياسات والتوصيات الواردة في خطة العمل الدولية.

    وسوف يكون لعدد سكان المدن اكبر اثر على التنمية في القرن الحادي والعشرين، فعدد سكان المدن يبلغ اليوم ٢٠٦ مليار نسمة، ويوجد ۱.۷ مليار نسمة منهم في البلدان النامية وفي خلال عشر سنوات سيعيش أكثر من نصف سكان العالم في المدن. وسيكون كثيرون من سكان الحضر الجدد لا سيما النساء واطفالهن من بين اشد سكان العالم فقرا . .

 

وتعيش نسبة عالية من سكان المدن في المدن الضخمة ففي عام ١٩٥٠ كانت هناك ۸۳ مدينة، أو منظومة مدن يتجاوز عدد سكان كل منها مليون نسمة، وكان ٣٤ منها في البلدان النامية، أما الآن فقد اصبح هناك أكثر من ۲۸٠ مدينة أو منظومة مدن بهذا الحجم، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد تقريبا بحلول عام ٢٠١٥ . وفي عام ١٩٥٠ ايضا كانت اكبر مدينة في العالم نيويورك، وهي وحدها التي يوجد فيها أكثر ١٤ ١٠ من ملايين نسمة، أما الآن فهناك 14 مدينة من اكبر المدن يعيش في كل منها اكثر من ١٠ ملايين نسمة، وأصبح يعيش في أكبرها وهي مدينة طوكيو، ٢٦.٥ مليون نسمة.

   

       وفي مواجهة هذه الزيادة السكانية في المدن الكبرى، تعترض مسيرة التنمية الانسانية ثلاثة تحديات اساسية تتمثل بانتشار الفقر والنمو السكاني المتسارع وتدهور البيئة وهي قد باتت تشكل خطرا يهدد النمو الاقتصادي والسلام والاستقرار بين الامم، مما دفع الدول لتنسيق الجهود وتكثيف التعاون خلال عقد التسعينيات من هذا القرن وذلك بهدف وضع السياسات والبرامج لتوفير الرفاهية للناس.

 

       لماذا التركيز على التحوّل الحضري ؟ . أدت الزيادة السكانية المتصاعدة في المدن الى تزايد الاهتمام بدراسة العمران، خصوصا مع تفاقم المشكلات الناجمة عن التحضر. فمنذ حوالي قرنين من الزمن، وفي عام ١٨٠٠ ، كان عدد سكان المدن يبلغ حوالى ٢٩ مليون نسمة، يمثلون ٣٪ فقط من مجمل سكان العالم، وفي عام ١٨٥٠ ارتفعت نسبة التحضر الى 6,4% لتصل في عام ۱۹۰۰ الى 13,6% حيث بلغ عدد سكان المدن ٢٢٤ مليون نسمة. اما في عام ١٩٥٠ فقد بلغت  نسبة التحضر 28,2% وزاد عدد سكان المدن على ۷۰۰ مليون ساكن.

واذا كانت المدن تضم حاليا حوالي نصف سكان العالم، فإن عدد سكان المدن في العالم يزداد بمعدل مليون نسمة كل اسبوع، والتقديرات المستقبلية تؤكد ان أكثر من ثلثي البشر ۲۰۲٥. سيكونون من سكان المدن في العام والبارز أن عدد سكان المدن قد تزايد بسرعة مذهلة خلال هذا القرن، وذلك على الشكل الآتي:

في عام ١٩٤٠ ، كان فرد واحد من بين كل ثمانية افراد يعيش في مركز حضري وفرد واحد من بين كل مئة فرد. يعيش في مدينة لا يقل عدد سكانها عن مليون نسمة.

في عام 1960 ، كان فرد من كل خمسة افراد يعيش في مركز حضري واصبح فرد واحد من كل ١٦ يعيش في مدينة لا يقل عدد سكانها عن مليون نسمة.

وفي عام ۱۹۸۰ ، اصبح فرد واحد من كل ثلاثة افراد ١٠ يعيش في المدن وكذلك اصبح واحد من كل 10 افراد يعيش في مدينة لا يقل عدد سكانها. عن مليون نسمة. أما في المنطقة العربية، فقد نمت المدن بسرعة مذهلة ايضا بينما بالمقابل انخفض عدد سكان الأرياف، وذلك كما يأتي:

 في منتصف القرن العشرين ومن بين كل اربعة افراد في المنطقة العربية، كان الريف العربي يضم ثلاثة منهم، مقابل واحد فقط يقيم في المدن أما اليوم ومن بين كل اثنين في المنطقة العربية  يقيم واحد في المدن وآخر في الريف.

        وفي نهاية هذا القرن ومن بين كل اربعة افراد لن يبقى في الريف العربي سوى واحد فقط من مجمل سكانه مقابل ثلاثة في المدن ... وهكذا تنقلب المعادلة في نصف قرن. ومع بداية القرن الحادي والعشرين تبدأ صفحة جديدة في تاريخ الاستيطان البشري للمنطقة العربية، حيث اصبحت المدن المكان المفضل لإقامة الناس. وما لم تحدث متغيرات في الهياكل الاقتصادية ومعالجات تخطيطية شاملة، فإن القرى العربية تسرع نحو الزوال لتفسح المجال امام م توسع المدن الجديدة والمبعثرة وزحف المدن العملاقة المغلفة باحزمة البؤس. وفي غياب التخطيط الحضري في معظم المدن العربية فإن المرحلة القادمة تخفي الكثير من المفاجآت وربما تمكنت موجات البؤس من ازالة المدينة....

       ويستنتج من التوزيعات السكانية ان المنطقة العربية سائرة بسرعة في حركة التمدين، بحيث سيرتفع عدد سكان المدن في العالم العربي من حوالي ۱۳۰ مليون نسمة اليوم ، الى ١٥٦ مليونا عام ٢٠٠٠ ، ليبلغ ٣٣٦ مليونا عام ٢٠٢٥ يمثلون ٦٨% من مجمل سكان العالم العربي. اما التوزيعات المكانية عبر المجال الجغرافي فهي ذات ملامح خاصة تتميز باختلال التوازن، حيث تتوزع الشبكات المدينية في بقع تبدو متناثرة في اطراف المنطقة العربية والهوامش الصحراوية.

 

باتجاه اسطنبول : القاهرة وكوبنهاغن وبيجينغ

 تمثل المؤتمرات الثلاثة حلقات في سلسلة من ثمانية مؤتمرات تميز بها العقد الأخير من القرن العشرين، والذي يسمى "عقد التنمية الاجتماعية"، وقد عقدت هذه المؤتمرات كما يأتي:

-       عام ۱۹۹۰ : مؤتمر القمة العالمي من اجل الطفل في نيويورك،

-       عام ۱۹۹۲ : مؤتمر الامم المتحدة للبيئة والتنمية (ريو دي جنيرو في البرازيل)،

-       عام ۱۹۹۳ : المؤتمر العالمي لحقوق الانسان فيينا في النمسا) ،

-       عام ۱۹۹٤ : المؤتمر العالمي للتنمية المستدامة للدول النامية الجزرية الصغيرة (بربادوس)

-       عام ١٩٩٤ : المؤتمر الدولي للسكان والتنمية القاهرة في مصر).

-       عام ۱۹۹۵ : مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية ( كوبنهاغن  في الدانمرك)،

-       عام 1995: مؤتمر الامم المتحدة التاسع لمنع  الجريمة  ومعاملة المجزمين، القاهرة في مصر..

-       عام ۱۹۹۵ :  : المؤتمر العالمي الرابع للمرأة ( بيجينغ - الصين).

 

      ويلاحظ ان الهدف الاساسي من هذه المؤتمرات هو الحفاظ على كوكب الأرض من المخاطر البيئية التي باتت تهدد مصير الانسان، والتخطيط للمستقبل المشترك. وقد حدد هذا الهدف بشكل واضح في مؤتمر الامم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية،  والذي انعقد عام ۱۹۹۲ بعنوان «قمة الارض» وذلك كما يلي:

..".. ان الهدف الرئيسي من هذه القمة هو ارساء الاساس للمشاركة على الصعيد العالمي بين البلدان النامية والمتقدمة صناعيا.. تستند الى الحاجة المتبادلة اجة المتبادلة والمصالح المشتركة، من اجل ضمان مستقبل هذا الكوكب ... اننا نحتاج الى العثور على توازن قابل للحياة وعادل بين البيئة والتنمية".. (موريس سترونغ، الامين العام لمؤتمر الامم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية).

     

أما الاهداف التي وضعتها بقية المؤتمرات فقد تناولت ایجاد التشريعات والقوانين التي تحفظ تطبيق معايير حقوق الانسان والحد من انتشار الجريمة والعنف والعنف و وافساح المجال لتمكين المرأة وصيانة الاسرة ونشر التعليم ورفع المستوى الصحي، وهذا ثم الالتزام يتطلب بوضع بذل جهود القضايا المعالجة الاجتماعية قضايا السامي في قلب التنمية، وهذا ينطلب يذل جهود لكواجهة قضايا اساسية منها: الفقر والبطالة والتفكك الاجتماعي..

       أدى التدهور الخطير للاوضاع المعيشية في المدن، خصوصا في الدول النامية الى حث الحكومات للطلب من هيئة الامم المتحدة القيام بعقد مؤتمر ثان الدراسة اوضاع المستوطنات البشرية. وسيركز مؤتمر القمة المعني بالمدن في اسطنبول على الناس وعلاقتهم بالبيئة والعمران. وهوا المؤتمر الثاني الذي تدعو اليه الجمعية العامة للامم المتحدة، وذلك بعد مرورعشرين عاما على انعقاد المؤتمر الأول في فانكوفر بكندا في حزيران عام ١٩٧٦ ، والذي نجم عنه نشوء مركز الامم المتحدة للمستوطنات البشرية. أما مؤتمر الموئل الثاني فسيتناول كيفية ادارة التحول الحضري والازمات الناشئة في المدن على نطاق العالم، ثم تحسين البيئة المعيشية للناس، خصوصا لفقراء المدن، كما انه سيناقش موضوعين : التنمية البشرية المتواصلة للمستوطنات البشرية في عالم يزداد في سكان المدن الكبرى ثم توفير المأوى المناسب للجميع.

      وبينما تركزت اعمال المؤتمر الأول للمستوطنات البشرية في فانكوفر نحو توجيه الاهتمام على المستوى الدولي للمشكلات المتفاقمة في المستوطنات البشرية على اختلاف أنواعها، في المدن والأرياف، فسوف يهتم مؤتمر الموئل الثاني بظاهرة نمو المدن، وتضخم احجامها وقيام المجمعات المدينية الكبرى والعملاقة، ونشوء احزمة البؤس حول المدن ومشكلات السكن العشوائي، بالاضافة لقضايا التنمية الحضرية وتعزيز الخدمات في المدن الصغرى لتتمكن من مقاومة المركزية المتزايدة في العواصم والمدن الضخمة.

       وهكذا فإن هدف مؤتمر القمة المعني بالمدن في اسطنبول : "جعل مدن وقرى العالم تنعم بالسلامة والامن والعدالة والانصاف والاستدامة"... وسوف تطرح هذه القمة عدة قضايا ابرزها ايضا:

-                   وضع التحول الحضري في قمة جدول اعمال التنمية الدولية والوطنية.

-                   تشجيع وتطوير سياسات حضرية واستراتيجيات جديدة للادارة الحضرية والتنمية السكانية.

-                   السعي للتعاون والتنسيق في مجال مواجهة المشكلات البيئية الحضرية.

-                   تشجيع مشاركة القطاع الخاص، ثم ايجاد وتشجيع الفرص الاستثمارية الجديدة في مجال الهياكل الاساسية والخدمات.

      لهذا فإن جميع اجهزة الحكم المحلي في مختلف انحاء العالم، سوف تكون بحاجة للاطلاع على مجريات ومداولات وقرارات اسطنبول في حزيران ١٩٩٦، وكذلك على كيفية تحديد الاحتياجات وطرق معالجة الازمات وامكانات التعاون بين الدول والاولويات التي سيحددها المؤتمر.


Monday, December 4, 2023

مقابلة د. علي فاعور (عميد كلية السياحة والفنادق)، عام 2001...‏الهجرة الخارجية خشبة الخلاص للشباب للبحث عن وطن بديل خارج لبنان.‏


مقابلة د. علي فاعور (عميد كلية السياحة والفنادق)، عام 2001...‏

‏ مع الصحافي حسين عواد عبر مجلة الانتقاد بتاريخ 7 أيلول عام 2001..‏

الهجرة الخارجية خشبة الخلاص للشباب للبحث عن وطن بديل خارج لبنان.‏





الهجرة الخارجية أثرت على بنية المجتمع... التحولات الديموغرافية...‏
أرقام واحصاءات حول تطور عدد سكان لبنان من تاريخ التعداد الاول عام 1932..‏
ثم أعداد المهاجرين وتوزيعاتهم أثناء سنوات الحرب اللبنانية 1975-1990
أعداد المهاجرين بحسب البلدان المستقبلة 1975-1994
توزيع المهاجرين اللبنانيين بحسب المهنة والنشاط الاقتصادي,,‏
وكذلك بحسب بلد المنشأ - المحافظات في لبنان..‏
مع تفاصيل في المقابلة (المرفقة كما وردت عام 2001).. حول تطور الهجرة عبر سنوات الحرب، ‏وتوزيع المهاجرين حسب الطائفة ومناطق الهجرة في لبنان..‏