Tuesday, May 25, 2021

جنوب لبنان خط المواجهة الأول.. د. علي فاعور، المجلس الثقافي للبنان الجنوبي .دراسة عام 1980 "تأثيرالتهجير على الوضـع السـكاني مع دراسة عينية لأوضاع المهجرين من الخيـام"

 

جنوب لبنان خط المواجهة الأول.. د. علي فاعور، المجلس الثقافي للبنان الجنوبي عام 1980.

تأثيرالتهجير على الوضـع السـكاني مع دراسة عينية لأوضاع المهجرين من الخيـام

 بقلم: د. علي فاعور... رئيس قسم  الجغرافية في الجامعة اللبنانية.. بيروت في 1 آذار 1980.






يشهد الجنوب اللبناني ومنذ زمن بعيد ، نزوحا سكانياً كثيفاً تحول اليوم الى هجرة جماعية داخلية وخارجية ، فمنذ عدة سنوات تتدفق أفواج النازحين من قرى والمدن الجنوبية باتجاه العاصمة بيروت والمدن الكبرى. هذا ( بالإضافة لأعداد المهاجرين الجنوبيين الذين فضلوا الهجرة خارج الوطن بعد أن دمرت بيوتهم وقراهم وفقدوا أعالهم ومصادر رزقهم ، وسدت بوجههم سبل العيش فتحولوا الى لاجئين يقدم لهم العون والمساعدة وهي حالة تأباها وترفضها التقاليد الريفية الجنوبية.

وإذا كان كان تيار الهجرة الخارجية قد بدأ بالركود في السنوات الماضية الأخيرة ، فالجنوب اليوم يواجه هجرة متزايدة ومخيفة ، ذلك أن معظم المهاجرين هم من الذين يثلون القوة العاملة والذين نحن بأمس الحاجة اليهم ، أما الهجرة الداخلية فهي تؤدي الى استنزاف القدرات الفاعلة في المناطق الريفية من الجنوب ، وتهدد أمنه ومستقبله. فراغ هائل في الريف يقابله زيادة مفرطة وتضخم سكاني في المدن الكبرى ، وخصوصا مدينة بيروت وضواحيها الجنوبية الغربية التي تستقبل يوميا مهجرين جدد من جنوبي لبنان .   

ومن المؤسف أن موجات النزوح والهجرة هذه ، لا تخضع لأية مقاييس احصائية من جانب الدولة يحدد حجمها واتجاهاتها وطرق مواجهتها ، هذا مع  العلم أن دراسة التحركات السكانية من أصعب الدراسات العلمية لما تطلب من بيانات إحصائية دقيقة ومفصلة توفر المعلومات الأساسية للبحت

لهذا فقد إعتمدنا أساساً في هذا البحث العلمي على دراسة ميدانية نموذجية للمهجرين من بلدة الخيام قمنا بها في نهاية سنة 1978 ، بالإضافة للتقديرات الصادرة عن هيئات الإغاثة واللجان المختصة بأوضاع المهجرين.

لقد أثرت موجات التهجير حول الوضع السكاني في الجنوب ، بالإضافة لتأثيرها البالغ على حياة السكان الجنوبيين ومعيشتهم، لهذا فقد أصبح من الضروري التعرّف على أحوال السكان المهجرين في أماكن إقامتهم الجديدة ودراسة أوضاعهم الإجتماعية والإقتصادية ، مع التركيز على أهمية المتغيرات الديموغرافية والحيوية في رسم صورة المستقبل ، والتخطيط لمواجهة أخطر الأزمات التي يعيشها جنوبي لبنان اليوم، والتي سوف يزداد خطرها في المستقبل .

لذلك يتضمن هذا البحث النقاط الرئيسية الاتية:

·        أولاً: إفراغ الجنوب من سكانه.

·        ثانيً: تأثير الهجرة على التركيب السكاني (التركيب العمري والنوعي)

·        ثالثاً: تأثير الهجرة على المتغيرات الديموغرافية