Saturday, September 29, 2018

مقدمة في جغرافية جبل عامل .. صدر في كتاب جبل عامل واقع وتاريخ عام 2018.

   الإرتباط بين الإنسان والأرض

مقدمة في جغرافية جبل عامل

                                                  


 

د. علي فاعور

أستاذ الجغرافية وعميد سابق في الجامعة اللبنانية

عضو المجلس الوطتي للبحوث العلمية

·        بحث مقدم في المؤتمر الجنوبي الثاني حول: "جبل عامل تاريخ وواقع"، والذي تنظمه هيئة تكريم العطاء المميز مع التجمع الوطني للثقافة والبيئة والتراث.

·        المكان: النبطية – كفرجوز مطعم قصر الملوك، تاريخ 28-29 أيلول 2018. 

أولاً- مقدمة في الجغرافية التاريخية

1.    التسمية: نسب قبيلة عامله

2.    جبال الجليل (أو الخليل) أو جبل عامل

3.     قبيلة عاملة وبلاد عاملة

4.     المساحة والحدود الجغرافية

 

ثانيا- خصائص الجغرافية الطبيعية

1.     المعالم الطبيعية العامة

2.     الموارد المائية وإنتشار التصحّر

 

ثالثاً- السكان في جنوب لبنان

1.     تطور عدد السكان المقيمين بين الماضي والحاضر

2.     ما هو مجمل عدد السكان المسجلين؟

3.     التحركات السكانية: بين الهجرة والمقاومة

 

خلاصة: جغرافية الصمود والإرتباط بين الإنسان والأرض

 

 

 

 

 

·        بحث مقدم في المؤتمر الجنوبي الثاني حول: "جبل عامل تاريخ وواقع"، والذي تنظمه هيئة تكريم العطاء المميز مع التجمع الوطني للثقافة والبيئة والتراث.

·        المكان: النبطية – كفرجوز مطعم قصر الملوك، تاريخ 28-29 أيلول 2018.

 

 

مقدمة في جغرافية جبل عامل

الإرتباط بين الإنسان والأرض

موجز البحث

·        يتضمن البحث مقدمة في الجغرافية التاريخية حول تطور منطقة جبل عامل (أو جبال عاملة) بين الماضي والحاضر، ثم اصل التسمية من جبال الخليل أو الجليل، أو بلاد بشارة، كما دُعيت في الكتب القديمة، وكما ورد في المعاجم التاريخية من خلاف في تحديدها ومساحتها الجغرافية، لا سيّما بعد سلخ العديد من قراها وضمها إلى المناطق الشمالية في فلسطين المحتلة.

·        كما تناول البحث دراسة المعالم الطبيعية لمنطقة الجنوب اللبناني، وتوزع الأراضي فيها بين السهول الساحلية والهضاب المتوسطة والجبال العالية، والتي  تمثل من حيث مساحتها حوالي خمس مساحة لبنان (2019 كم2)، ثم توفر الموارد المائية والأنهار من الأولي في الشمال حتى الليطاني في الوسط، والحاصباني عند الحدود الشرقية المحاذية لجبل حرمون، بينما هي تفتقر لمياه الري والشرب، وتواجه مخاطر تصحّر الأراضي لتراجع كميات الأمطار وجفاف الينابيع لعدم القدرة على تنظيم إستخدامات الأراضي وعدم إكتمال مشروعات الري بحيث أن الجنوب الذي كان مصدراً للحبوب والخضار، والحمضيات والموز والزيت وعسل النحل، قد تحوّل منذ عدة سنوات إلى تصدير القوى البشرية والهجرة الزاحفة من الأرياف الجنوبية الفقيرة والمدن الصغيرة نحو ضواحي العاصمة بيروت والمدن الكبرى في الداخل، وبلدان الإغتراب في الخارج.

·        وقد تضمن البحث دراسة حول تزايد عدد السكان البالغ نحو خمس سكان لبنان، والتحركات السكانية في الداخل والخارج، نتيجة الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة وإحتلال مساحات واسعة من الأراضي اللبنانية وضمها بالقوة، وتهجير أهلها وتغيير معالمها على فترات  متقطعة..حيث برزت ظاهرة مقاومة الإحتلال، وهي التي أحدثت تغييراً جذرياً في ميزان المواجهة أمام تشبث المقاومين بأرضهم، وأكدت موقعها ودورها، فأصبحت علامة بارزة في تاريخ الجنوب المقاوم،و شكلت خط الدفاع الإستراتيجي عن وحدة لبنان، مما أجبر العدو الإسرائيلي على الإنسحاب.

·        إن جغرافية جبل عامل بين الماضي والحاضر، هي في جوهرها جغرافية الصمود، الصمود في مقاومة الإحتلال والصمود ايضاً في وجه الحرمان الذي عانت منه المناطق الجنوبية، وهي لا تزال تعاني نتيجة فشل السلطة السياسية في تنظيم الجغرافية وحماية الأرض والحدود. إن ثمة حقيقة أصبحت ثابتة، برغم النزوح والهجرة والتهجير المستمر، وهي الإرتباط بين الإنسان والأرض.. لقد إستمد الجنوب شخصيته من أرضه ومناخه ومياهه وتربته.. ولعل في هذه الموهبة سر بقائه وحيويته وصموده.

 


مفدمة في جغرافية جبل عامل

 الإرتباط بين الإنسان والأرض

 

أولاً- مقدمة في الجغرافية التاريخية

1-                التسمية: نسب قبيلة عامله

أجمع النسّابون العرب على أن نسب عامله يعود إلى سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان حيث يقول ابن عبد ربه، في العقد الفريد: "عامله هم بنو الحارث بن عدي بن الحارث بن مرّة بن أدد، بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ"

كما حدد ذلك ابن الأثير بقوله "الصحيح، أن عامله ولد الحارث بن عدي بن الحارث… بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان"

وجاء في كتاب الأنساب للسمعاني، رُوي عن فروة ابن مسيك أنه قال:"أتيت النبي(ص) فقلت: أخبرني عن سبأ، أرجل هو أم إمرأة، فقال: "هو رجل من العرب، وَلَد عشرة، تيامن (أي سكن اليمن،... منهم عاملة وغسان ولخم وجزام، وهم الذين أرسل عليم سيل العرم ، ودفن السيل بيوتهم"، وكان حصول سيل العَرِم بين عامي 115 و145 قبل الميلاد.

وقال الهمذاني أيضاً، وفي نفس الموضوع: "فأولد عدي بن الحارث عفيراً ومالكاً، وهو لخم، وعمراً وهو جزام، والحارث وهو عامله، وأمهم رقاش بنت همدان"[1].

أما الأصفهاني[2] فيورد أن عامله تنسب إلى أم هي عامله بنت وديعه من قضاعه، حيث يقول: "الحارث، وهو عاملة بن عدي بن الحارث، به مرة بن أدد، وأم معاوية بن الحارث عاملة بنت وديعة من قضاعة، وبها سموا عاملة"

بدوره يقول ابن خلدون[3] في حديثه عن القبيلة: «وأما عاملة، واسمه الحارث بن عدي، وهم أخوة لخم وجذام، وهم بطنٌ متّسع، ومواطنهم ببرية الشام"

وعلى العموم إن أسماء: جبل عامل أو جبل الجليل أو جبل الخليل، وكذلك بلاد بشارة[4] أو بلاد المتاولة[5]، تلك هي الأسماء المتعددة التي عرف بها قديماً جبل عامل من لبنان الجنوبي، ويكاد المؤرخون يجمعون على سبب تسميته نسبة إلى قبيلة عاملة بن سبأ، وفيما يلي أيضاً بعض أقوال المؤرخين وعلماء البلدان:

بالنسبة للعلامة السيد محسن الأمين: "من أسمائه جبل عامل او جبل عاملة او جبال بني عاملة، فجبل عاملة او بني عاملة نسبة إلى بني عاملة الذين سكنوه وتسميته بجبال عاملة بلفظ الجمع باعتبار انها جبال كثيرة، وبجبل عاملة بلفظ المفرد باعتبار إرادة الجنس، أما تسميته بجبل عامل بحذف الهاء فهو تخفيف لكثرة الاستعمال".

كما ورد في كتابات القلقشندي: "جبل عاملة وجبال عاملة وجبل الخيل وجبل الجليل وبلاد بشارة والبشارتين، تسميات لمسمى واحد وهو جبل عامل، نزله بنو عاملة بن سبأ من عرب اليمن عند تفرقهم بسيل العرم فعرف بهم وهو جزء من لبنان[6]".

كذلك بالنسبة للمؤرخ محمد جابر آل صفا أن هذه البلاد "دعيت بجبل الخليل، وجبل الجليل"، كما " سمي بعامل نسبة إلى اهله الذي يعود نسبهم إلى قبيلة بني عاملة اليمنية، وهم من أقدم من سكن لبنان، وقد قدموا عند تهدم سد مأرب في اليمن، وهم عرب أقحاح"[7]. كما ورد في تاريخ الكامل لابن الأثير[8] قوله "جبل الخليل الذي يعرف بجبل عاملة"، وتاريخ أبي الفداء، واليعقوبي، وكتاب معجم البلدان وهوموسوعة شهيرة للأديب والشاعر المشهور ب ياقوت الحموي، ولقد كتبها بين 1220 و 1224 ميلادية.. وغيرهم.

 

2-                جبال الجليل (أو الخليل) أو جبل عامل

كان لمنطقة جبل عامل أهمية مميزة عبر التاريخ، القديم والحديث، وحتى المعاصر، ويبرز ذلك من خلال كتابات العديد من الباحثين والمؤرخين والرّحالة، كما أن الإمبراطوريات القديمة قد تنافست وتصارعت على احتلالها، لآهمية مواقعها الإستراتيجية، ووفرة مواردها الطبيعية. وهي كانت تدعى منذ القديم بجبال الجليل (أو جبال الخليل)، كما ذكر محمد جابر آل صفا، أن هذه البلاد "دعيت بجبل الخليل، وجبل الجليل، فيما سبق.. أما ابن خلدون، فيذكر ان القبيلة «لم تثبت مكانها، بل امتدت شمالاً، وحلّت في جبل الجليل، الذي دمغته باسمها" يضاف إلى هذا أيضاً، أن أرض الجليل كانت مكاناً لدعوة السيد المسيح(ع)، بحيث ان البشارة الأولى بالإنجيل، كانت في عرس قانا الجليل، وعندما بدأ يستعمل معجزاته، في إحياء الموتى، وشفاء المرضى، نجد أهالي صور وصيدا، كانوا يأتون إليه لشفاء مرضاهم.

3-                 قبيلة عاملة وبلاد عاملة

قبل أن تنتقل قبيلة عاملة، إلى المنطقة التي أصبحت تعرف فيما بعد باسمها، فإن المؤرخين استفاضوا في الحديث عنها، على أنها إحدى القبائل العربية التي هاجرت من اليمن بعد حصول سيل العرم، الذي يذكره المؤرخون في كتاباتهم، كابن الأثير، والطبري والنوري والمسعودي الذي يقول: "من أهل عاملة من العماليق…" ، حيث اقترن ذكر قبيلة عاملة، بانتسابها للعماليق الذين كانوا يحكمون مصر، كما ورد لدى الطبري قوله: "ان إسماعيل حمل رسالة إلهية إلى قبيلة العماليق، وقبائل اليمن، وهذا يعني أن هذه القبيلة كانت موجودة ومعروفة، قبل زمن إسماعيل وإبراهيم"..

كما ورد في مدونات تغلات بلاصر (سنة 728 ق.م)، تعداداً للقبائل التي كانت في البادية، ومنها قبيلة "عاملاتو"، التي ينسب إليها سكان جنوب لبنان، حيث تدعى البلاد "جبال عاملة"[9].

 

4-                المساحة والحدود الجغرافية

تبلغ مساحة "جبال عاملة" بحسب تقديرات بعض المؤرخين نحو ثلاثة آلاف كيلومتراً مربعاً، ويرتفع هذا الرقم إلى ثلاثة آلاف ومئتي كيلومتراً مربعاً[10]، على اعتبار ان طول الجبل يبلغ ثمانين كيلومترا وعرضه أربعون[11].

أما حدود جبل عامل فهي تختلف بحسب المصادر وكتابات المؤرخين، حيث بقيت غير معروفة لفترة طويلة، كونها غير واضحة المعالم، تتسع أحياناً في مجالها الجغرافي، ثم تعود وتتراجع عبر فترات زمنية متفاوتة، ومثلاً يذكر الحمداني ( ق 10 م ) : "إن جبل عامله يطل على بحيرة طبرية باتجاه البحر"، ثم يضيف في مكان آخر انه يشرف على عكا ويطل على الأردن، لكن هذا الاختلاف بين المؤرخين يبقى في حدوده الدنيا، ويمكن تعيين حدود هذه المنطقة كما وصفها السيد محسن الأمين في كتابه "خطط جبل عامل" وفق الآتي:

"..يحده من جهة الغرب شاطئ البحر المتوسط أو بحر الشام، ومن الجنوب فلسطين، ومن الشرق الأردن (ألحوله) ووادي التيم وبلاد البقاع، وقسم من جبل لبنان الذي هو وراء جبل الريحان ووراء إقليم جزين . ومن الشمال نهر الأولي أو ما يقارب منه وهو المسمى قديما ً(نهر الفراديس)، وهذا التحديد بمجمله مما لا شبهة ولا شك فيه ولكن يقع التأمل في الحد الفاصل بينه وبين فلسطين فقد قيل انه هو النهر المسمى نهر القرن وحينئذ يدخل في جبل عامل ما ليس منه[12]".

ولابد من الإشارة بأن كتابات المؤلفين العامليين  تمت بعد إنشاء دولة لبنان الكبير عام 1920، ثم تحويل جبل عامل إلى محافظة لبنان الجنوبي[13] (قبل إنشاء محافظة النبطية) على إن هذه المحافظة وهي دائرة إدارية لا تطابق الحدود السابقة، تضم اليوم 7 أقضية تبلغ مساحتها الإجمالية 2019 كم2، ذلك أن السلطات الفرنسية قد تخلت في بداية الانتداب عن بعض القرى العامليه للبريطانيين فأصبحت من ذلك الحين جزءاً من فلسطين المحتلة.

 

31 قرية تقع ضمن حدود فلسطين المحتلة

يعتبر بعض المؤرخين أن امتداد جبل عامل كان في الماضي، يشرف على طبريا ويجاور الأردن، بحيث أصبحت جبال الجليل تُنمى إليه، وهذه الجبال تمثل الأماكن الأولى التي سكنتها قبيلة عاملة، لهذا يتبيّن بحسب المصادر التاريخية، والخرائط الجغرافية الحديثة وتوزيعات القرى والمزارع والخرائب في المنطقة، لا سيّما بالرجوع إلى كتابي "معجم قرى جبل عامل[14]"، ثم "خطط جبل عامل[15]"، أن عدة قرى كانت تتبع إدارياً لجبل عامل، تقع الآن ضمن حدود فلسطين المحتلة، ويصل عددها إلى 31 قرية عاملية[16]، تتوزع في ثلاث مجموعات، وفق الآتي:

قرى تتبع لقضاء عكا، أهمها: إقرط (جنوب غرب تربيخا)، خربة أدمث، البصة (تقع جنوب رأس الناقورة)، الجوردية، حانوتا، دير القاسي (تبعد 5 كم عن الحدود اللبنانية)، الزيب (تقع على البحر، وتتبعها عدة خرائب وهي آخر حدود جبل عامل)، سروح أو صروح (تقع على تل صخري، مطل على تربيخا والنبي روبين)، خربة سمح (تقع شرقي البصة، وهي ملاصقة لمزرعة حوارة). عرب العرامشة ( تقع في الجليل وبالقرب من لبنان)، عربّين ( تقع شمالي وادي كركرة، وتبعد عن الحدود اللبنانية الحالية 2 كيلومتر)، فارة (تقع نهاية جبل عامل من ناحية بلاد صفد)، ثم فسّوطة والنواقير (تقع على جبل مطلّ على صور)..

قرى تتبع لقضاء صفد، أهمها: تل الحسينية (تقع قبالة يارون وقرب صلحا)، الخالصة (تسمى كريات شمونة اليوم، وهي تقع جنوب هونين ومقابل حولا)، ديشوم (تقع بالقرب من المالكية)، راميم ( تلة يمرّ بها الخط الأزرق الحالي، وتقع فوق المنارة وتشرف على حولا)، سعسع ( تبعد 4 كيلومتر عن حدود لبنان الحالية، وتقع جنوبي كفر برعم)، المنارة ( تقع شرقي بلدتي حولا وميس الجبل، أقيم على جزء منها مستعمرة المنارة)، خربة المشيرفة، منصورة (كانت جزءا من لبنان حتى العام 1923م، وهي مزرعة  معظم اهلها نصارى. وتقابل في موقعها بلدة رميش اللبنانية)، المطلة ( تقع شمالي أبل القمح، وهي اليوم مستعمرة)، جاحولا ( تقع إلى جنوب غرب بلدة بليدا اللبنانية)، كفربرعم ( وهي تبعد 5 كيلومتر عن الحدود اللبنانية الحالية، وأهلها كانوا من الموارنة بغالبيتهم).

القرى السبع: وهي تضم قرى هونين،آبل القمح، قدَس، صلحا، تربيخا، النبي يوشع، وقرية المالكية (مالكية الجبل).

 

 ثانيا- خصائص الجغرافية الطبيعية

1-                المعالم الطبيعية العامة

تتبع منطقة جنوب لبنان الخطوط الكبرى في البنية الجيولوجيا العامة للبنان، حيث توجد الإنكسارات الرئيسية في سلسلتي جبال لبنان الساحلية والداخلية، وتتبع هذه الإنكسارات مجرى المياه في وادي الأردن ثم البحر الميت، حتى منخفض الحولة، ومنها شمالاً داخل الأراضي اللبنانية، حيث يبرز الإنكسار الرئيسي في سلسلة جبال لبنان الغربية[17].

 وعلى العموم "تمتد أراضي جنوب لبنان من مجرى نهر الأولي ورافده الأعلى الباروك شمالاً، وحتى حدود لبنان الدولية المحاذية لفلسطين المحتلة في الجنوب، والممتدة من راس الناقورة على البحر حتى قمم جبل حرمون في الشمال الشرقي، وسوريا في الشرق، وهي تضم في الشمال القسم الجنوبي من مرتفعات جبل نيحا، حيث يمر الحد الإداري في قمة جبلية يصل إرتفاعها إلى 1700م، ثم مرتفعات جزين، وهي تقع بمجملها فوق إرتفاع 500م، كما أنها محددة من الشمال والشرق بالحدود الإدارية لمحافظة لبنان الجنوبي، وفي الجنوب بالوادي الذي يفصلها عن هضاب النبطية، كما تضم في الشرق السفوح الغربية والجنوبية الغربية لمرتفعات جبل حرمون، حيث تمتد منطقة مرجعيون- حاصبيا، أما المنطقة الجنوبية فهي تضم أجزاء واسعة من هضاب جبل عامل التي تتكوّن من الأراضي البيضاء والحمراء المعرّضة للتآكل والقليلة المياه، والتي يصل إرتفاعها إلى نحو 940م تقريباً عند بلدة مارون الراس جنوب بنت جبيل"[18].

هذا بالإضافة إلى مناطق واسعة من السهول الساحلية المستوية السطح، والسهول الفيضية (دون 200م إرتفاع)، الممتدة عند الأحواض الدنيا للأنهار، والتي تتراوح مساحتها بين 50 كم2 مربعاً عند نهر القاسمية، و15 كم2 عند الأولي، و11 كم2 عند نهر سينيق، و10 كم2 عند نهر الزهراني. كذلك توجد بعض السهول الضيّقة الممتدة بين الهضاب وفي الأودية الواسعة، وأهمها سهل الخيام – مرجعيون الذي يقع علي مستوى 500م، ويمتد على مساحة تزيد على 10كم2، ثم سهل سردة المشهور بتربته البركانية الخصبة، وسهل الوزاني الذي يجري فيه نهر الوزاني.

ويمكم أن نميّز في جنوب لبنان بين عدة مناطق طوبوغرافية، لكل منها مميزاتها وخصائصها الطبيعية والبشرية.. وهذه المناطق هي: السهول الساحلية والداخلية، ومنطقة الهضاب، ثم منطقة الجبال العالية..وهي تمثل من حيث مساحتها حوالي خمس مساحة لبنان (2019 كم2)، ويبلغ عدد سكانها نحو خمس عدد سكان لبنان، يعيش حوالي نصف هذا العدد في مناطق الجنوب،  ويشمل الباقي النازحين داخل لبنان، والمهاجرين في الخارج.

 

2-                الموارد المائية وإنتشار التصحّر

يمكن أن نميز في جنوب لبنان بين ثلاث مناطق حسب إمتداد الأنهار وتوزعها، وهي منطقة صيدا حيث توجد ثلاثة أنهار (الأولي وسينيق والزهراني)، ثم المنطقة الممتدة بين الزهراني والحدود الجنوبية (ويجري فيها نهر الليطاني ونهر العزية)، وأخيرا منطقة الحاصباني التي تتميز بوجود نهر الحاصباني وروافده.

وتمثل المنطقة التي يجري فيها نهر الليطاني أكثر من ثلثي التصريف المائي في جنوب لبنان، ونحو ربع التصريف المائي في لبنان، أما الأراضي الواقعة جنوب الليطاني فهي تفتقر للمياه خلافاً لما هي الحال في منطقة صيدا والمنطقتين الشمالية والوسطى في لبنان، وهذا يعود لطبيعة التكوين الجيولوجي حيث تتكون الطبقات الجيولوجية الجوفية في منطقة الجنوب من تكوينات كلسية وكلسية دلغانية متشققة، تخترقها مياه الأمطار بسهولة، بالإضافة إلى إنخفاض كمية الأمطار الهاطلة، وندرة الثلوج (لقلة الإرتفاعات التي تبلغ حوالي 800م في بعض الأماكن الواقعة جنوب بنت جبيل) فوق الأراضي حيث تبلغ مساحة المناطق الواقعة دون 500م حوالي 450 كم2 (ما يمثل نصف الأراضي الممتدة جنوب الليطاني)، ويتضح أكثر إفتقار هذه المنطقة للمياه، من خلال تعداد الينابيع الصغيرة التي يقل عددها كلما إتجهنا نحو الجنوب في الساحل والداخل[19].

أما منطقة حوض الحاصباني في الداخل، فهي تمتد عند سفوح جبل حرمون، وتوجد فيها عدة ينابيع غزيرة تقع على إمتداد الصدوع، وأهمها نبع الحاصباني جنوب حاصبيا، ونبع الوزاني على نهر الحاصباني، ونبع القرشة جنوب قرية الماري، ونبع الجوز ونبع المغارة جنوب شرق حاصبيا، كما توجد عدة ينابيع في سهل المرج الذي يمتد بين الخيام من الشرق، ومرجعيون والقليعة من الغرب، وأهمها نبع الحمام ونبع الدردارة ثم الباردة والرقيقة، بالإضافة لعدة ينابيع مؤقتة يستخدمها السكان خلال أوقات الجفاف. وبرغم تراجع كميات المياه وجفاف الينابيع فإن معظم أراضي الجنوب تشكو الجفاف لعدم القدرة على إستثمار الموارد المائية، حيث نجد أن 92 في المائة من حجم التصريف المائي في منطقة الحاصباني مثلاً، تنساب إلى داخل أراضي فلسطين المحتلة، بينما منطقة الحاصباني بحاجة ماسة للمياه.

وتشكل المياه عامل إرتباط رئيسي بين السكان والأرض، فهي تعزز قدرة الإنسان على التعامل مع الأرض وإستثمار مواردها، لقد أهملت الأرض الجنوبية طيلة سنوات، ولم تنل حقها من العناية نظراً لموقعها الجغرافي ومجاورتها لفلسطين المحتلة، حيث لإسرائيل أطماعها التوسعية في السيطرة على الأرض والمياه، وهكذا تحولت مساحات واسعة من أراضي الجنوب (خصوصا الهضاب الداخلية في جبل عامل)، إلى أراض شبه صحراوية تغطيها النباتات الشوكية بعد إنجراف التربة، نظراً لقلة المياه والأمطار الهاطلة، وعدم إكتمال مشروعات الري، وقلة إستخدام المياه التي تذهب هدراً إلى البحر.

ونتيجة هذا الواقع تتدهور الزراعة التي تمثل المورد الرئيسي للجنوبيين، وتتراجع أمام زحف الجفاف الواسع، فلا تصمد سوى الزراعات المعيشية الفقيرة(زراعة الحبوب والخضار)، المتمسكة في بطون الأودية وعلى السفوح، والباقية كمورد وحيد لسكان الهضاب، بإستثناء زراعة التبغ التي تتعرض لأزمة تصريف الإنتاج بإستمرار، ولا يستفيد منها سوى بعض الملاكين الكبار، بينما بالمقابل تتكدس الديون على كاهل الفلاح، بالرغم من العمل المتواصل الذي يشارك فيه الأولاد الصغار. إن الجنوب الذي كان مصدراً للحبوب والخضار والحمضيات والموز والزيت وعسل النحل، قد تحوّل منذ عدة سنوات إلى تصدير القوى البشرية واليد العاملة الزاحفة من الأرياف الجنوبية الفقيرة والمدن الصغيرة نحو ضواحي العاصمة بيروت والمدن الكبرى.

إنها هجرة العمل، هجرة المغامرين ما وراء البحار لتحصيل لقمة العيش، يوم كانت الهجرة مغامرة في المجهول، هجرة الباحثين عن العمل في المدن لتعليم اولادهم وتحسين اوضاعهم، فليست الهجرة برغم التشتت القائم بمثابة إنقطاع عن الأرض الأم، إنها مرحلة مؤقتة يليها إثصال دائم بوسائل جديدة، وليست النهضة العمرانية في معظم المناطق الجنوبية سوى حصيلة هذه المغامرة للنازحين عبر القرى والمدن والمهاجرين نحو القارات الخمس.

ويتبيّن أن هذه التحركات السكانية الكثيفة والمتنوّعة، قد أدت إلى إفراغ مناطق واسعة من سكانها خصوصاً في القرى الحدودية والبلدات الصغيرة.

 

ثالثاً- السكان في جنوب لبنان

1-                تطور عدد السكان المقيمين بين الماضي والحاضر

تزايد عدد السكان بحسب فترات زمنية مختلفة وفق الآتي:

·                    عام 1970،  بلغ عدد السكان المقيمين  249,945 ساكن ، يمثلون نحو 11,7 في المائة من مجمل سكان لبنان[20] (ما عدا اللاجئين في المخيمات الفلسطينية)، بينما كانت هذه النسبة  تبلغ نحو 13,2 في المائة عام 1964(دراسة بالعينة قامت بها مصلحة النشاطات الإقليمية في وزارة التصميم العام).

·                    في عام 1996[21] ، وبعد أكثر من ربع قرن فقد إرتفع عدد السكان المقيمين في محافظتي الجنوب والنبطية  ، ليبلغ حوالي 488,469 ساكن، يمثلون 16 في المائة من مجمل سكان لبنان . ويرتفع العدد بحسب سجلات النفوس ليبغ نحو 668،126 نسمة،  يمثلون 22 في المائة من مجمل سكان لبنان.

·                    في عام 2004، إرتفع العدد ليبلغ نحو 623,043 ساكن، يمثلون حوالي 16,6 في المائة من سكان لبنان (منهم 10,7 في المائة في محافظة صيدا، و 5,9 في المائة في محافظة النبطية).

·                    في عام 2007، بلغ عددهم الإجمالي نحو 659,718 ساكن (ما عدا النازحين السوريين واللاجئين في المخيمات الفلسطينية)،، وإرتفعت النسبة إلى 17 في المائة من سكان لبنان. كما إرتفعت الكثافة السكانية إلى 327 نسمة/كم2.

2-                ما هو عدد السكان المسجلين؟

أما بالنسبة لتوزيع السكان بحسب مكان التسجيل ( عدد السكان المسجلين في وثائق قيد النفوس):

·        عام 1965، بلغ عدد السكان المدونين في سجلات الأحوال الشخصية في محافظة لبنان الجنوبي  حتى 1-1-1965، نحو 232,709 نسمة[22].

·        عام 1970،  بلغ عدد السكان المسجلين في محافظة لبنان الجنوبي  413,250 نسمة ( وفق التفسيم الإداري السابق لإعلان محافظة النبطية عام 1975)، يمثلون19,4 في المائة من مجمل سكان لبنان، بينما بلغت نسبة النازحين إلى بيروت وضواحيها نحو 42 في المائة (منهم 64,695 نسمة يقيمون في بيروت، و 110,130 نشمة في ضواحي بيروت).

·        أما عام 2018، فقد بلغ عدد المسجلين في لوائح الشطب لإنتخابات 2018، نحو 781,477 ناخب[23] (وهم يمثلون عدد الناخبين ممن أعمارهم 21 سنة وأكثر)، يتوزعون بين 304,192 ناخب في الدائرة الثانية (صيدا وصور وجزين)، و 460,565 ناخب في الدائرة الثالثة (مرجعيون وحاصبيا والنبطية وبنت جبيل)، بالإضافة إلى الذين تسجلوا في بلدان الإغتراب في الدائرتين وعددهم 16720 نسمة. بحيث يمكن تقدير مجمل عدد السكان المسجلين في سجلات النفوس في الدائرتين (أو في أقضية الجنوب اللبناني ال7) بنحو 1,350,000 نسمة، يمثلون أيضاً  نحو 22 في المائة من مجمل سكان لبنان (بحيث يمكن تقدير مجمل عدد سكان لبنان المسجلين في سجلات قيد النفوس ب 6,370,000 نسمة).

3-                التحركات السكانية: بين الهجرة والمقاومة

لكن هذه التوزيعات لا تعبر بشكل دقيق عن الواقع السكاني، حيث يمثل الجنوب اللبناني منطقة حافلة بالمتغيرات والتحولات الديموغرافية والإجتماعية والإقتصادية، فمنذ عام 1948 تاريخ إعلان دولة الإحتلال  الإسرائيلي وتاريخ النكبة بالنسبة للفلسطينيين،  يعيش الجنوب حالة عدم إستقرار ناجمة عن الأطماع الإسرائيلية في الأرض والمياه، حيث أقدمت إسرائيل على إحتلال مساحات واسعة من الأراضي اللبنانية وضمها بالقوة وتهجير أهلها وتغيير معالمها على فترات  متقطعة،  أبرزها إعتداءات 1967 حيث إجتاحت إسرائيل عدة مرات منطقة العرقوب ونفذت إعتداءات واسعة على القرى الحدودية، وحتى عام 1978حيث إحتلت مساحات واسعة في الجنوب وهجرت سكانها، وأنشات ما اسمته منطقة الحزام الأمني رافضة الإنسحاب من الأراضي اللبنانية دون قيد أو شرط (وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 425)، ثم عادت وإجتاحت الجنوب مرة ثانية عام 1982، وإحتلت مساحات واسعة من أراضيه، رغم أن لبنان هو الدولة العربية الوحيدة التي لديها حدود دولية مع فلسطين المحتلة، معترف بها بموجب إتفاق الهدنة الموقع في بلدة الناقورة عام 1949.

إن خريطة الجنوب اللبناني أثناء الإحتلال كانت مقسمة إلى منطقتين: واحدة تحت الإحتلال، وتضم نحو 73 قرية ومدينة، يبلغ مجموع عدد سكانها المسجلين حوالي 300,000 نسمة (الخريطة المرفقة)، والثانية كانت منطقة أمنية تحت المراقبة وعند إمتداد المنطقة الأولى لتوفير المزيد من الحماية للمستوطنات الإسرائلية قي الشمال، وهي تضم حوالي 43 بلدة سكانها 150,000 نسمة تقريباً، أي أن نحو نصف مليون نسمة من سكان الجنوب قد توزعوا حلال فترة الإحتلال الإسرائيلي بين نازحين ومهجرين عن بيوتهم ومهاجرين في مختلف أرجاء العالم، حيث إعتمدت إسرائيل سياسة الأرض المحروقة لإفراغ الجنوب من سكانه[24].

في مواجهة هذا الواقع برزت ظاهرة مقاومة الإحتلال والتي احدثت تغييراً جذرياً في ميزان المواجهة، حيث إنهارت خطوط الدفاع الموهومة وتلاشت معها نظريات التفوق العسكري أمام تشبث المقاومين بأرضهم، مما أجبر العدو الإسرائيلي على الإنسحاب يوم 24 ايار من العام  2000 (يوم النصر والتحرير) حيث احتفل اللبنانيون بتحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الاسرائيلي  الذي إستمر 22 عاما، وأعلنت إسرائيل لأول مرة تنفيذ القرار 425، حيث إنسحبت من معظم الأراضي الجنوبية، ما عدا مزارع شبعا وبعض تلال حرمون والتي لا زالت تحت الإحتلال الإسرائيلي.

 

بل إنها مفارقة يصعب قياسها بين الهجرة والمقاومة التي أكدت موقعها ودورها، فأصبحت علامة بارزة في تاريخ الجنوب المقاوم، وهي التي شكلت خط الدفاع الإستراتيجي عن وحدة لبنان. فالجنوب في الواقع ليس مكاناً للهجرة المغادرة بمعناها المطلق، والتي أرادتها إسرائيل في عمليات التهجير وإفراغ القرى من أهلها، بل هو مكان للمقاومة بأشكالها من التشبث بالأرض إلى الهجرة العائدة، والتي أخذت تعمّر القرى والمدن الجنوبية التي تكبدت خسائر جسيمة أثناء الإختلال.. انها ظاهرة فريدة ، تستحق أن تدرس بعناية ليستصفى منها جوهر شخصية الجنوب الجغرافية، حيث سقطت نظريات الهجرة القسرية التي إعتمدتها إسرائيل طيلة أكثر من ربع قرن خلال فترة الإحتلال، بهدف إفراغ الجنوب من سكانه فيسقط نهائياً ويتآكل مع الزمن أمام توسع عمليات الإستيطان. لقد بات من الضروري اليوم في مناهج البحث الإستراتيجي أن نتحوّل من دراسة الهجرة المغادرة في الشتات[25]، إلى دراسة آثار الهجرة العائدة وكيفية بناء الجسور وتوثيق العلاقات مع  المهاجرين لتأمين مشاركتهم في مشاريع إعادة الإعمار وكل ما يتعلق بعمليات التخطيط الإقليمي وتنظيم إستخدامات الأراضي.


خلاصة: جغرافية الصمود و الإرنباط بين الإنسان والأرض

 

·        إن جغرافية جبل عامل بين الماضي والحاضر، هي في جوهرها جغرافية الصمود، الصمود في مقاومة الإحتلال والصمود ايضاً في وجه الحرمان الذي عانت منه المناطق الجنوبية، وهي لا تزال تعاني فشل السلطة السياسية في تنظيم الجغرافية وحماية الحدود والأرض، وبرغم مرور نهر الليطاني في جنوب لبنان، تتحول سفوح الهضاب إلى حقول صخرية جرداء.. وفي كل مكان من المدينة إلى القرية الصغيرة النائية، يطالب الجنوبي بالمياه، المياه للشرب، المياه للري وإستصلاح الأراضي، المياه لتأمين العمل والإستقرار.

 

·        إن ثمة حقيقة أصبحت ثابتة، برغم النزوح والهجرة والتهجير المستمر، وهي الإرتباط بين الإنسان والأرض.. لقد إستمد الجنوب شخصيته من أرضه ومناخه ومياهه وتربته.. ولعل في هذه الموهبة سر بقائه وحيويته وصموده.

 

                                                                         د. علي فاعور

19 أيلول 2018.

                                                     

 

د. علي فاعور- سيرة ذاتية

§        أستاذ الجغرافية في الجامعة اللبنانية منذ العام 1975.

§        عميد ومؤسس كلية السياحة والفنادق في الجامعة اللبنانية 1997- 2002.

§        عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية في الجامعة اللبنانية 2008-2009.

§        عضو مجلس إدارة المجلس الوطني للبحوث العلمية ( منذ عام1993 حتى الآن).

§        عضو مجلس أمناء الجامعة الاسلامية في بيروت.

§        منسق الخبراء في اللجنة الوطنية الدائمة للسكان (1997 - 1999) وعضو لجنة الخبراء .

§        أستاذ محاضر في الكلية الحربية وكلية القيادة والأركان في وزارة الدفاع الوطني(25 سنة).

§        مستشار وزير الشؤون الاجتماعية سابقاً 1997-1998.

§        مدير دار المؤسسة الجغرافية، ورئيس مركز السكان والتنمية في بيروت  (CPD).

§        عمل خبيراً ومستشاراً لدراسات المدن والهجرة والسكان والتنمية لدى عدة هيئات عربية و دولية، ومثل لبنان وشارك في عدة مؤتمرات دولية..

§         

§        نشر عدة كتب، منها:

-         بيروت (1975-1990) التحوّلات الديموغرافية والإجتماعية والإقتصادية، دار المؤسسة الجغرافية عام 1994.

-         جغرافية التهجير، دار المؤسسة الجغرافية عام 1992.

-         الهجرة للبحث عن وطن، دار المؤسسة الجغرافية عام 1993.

-         جنوب لبنان: الطبيعة والإنسان دار المؤسسة الجغرافية عام 1984.

-         آفاق التحضّر العربي، دار النهضة العربية عام 2004.

-         أطلس لبنان، دار المؤسسة الجغرافية عام 2007.

-         أطلس العالم الجديد، وأطلس الكويت والعالم، دار الكتاب اللبناني عام 1977.

المنشورات الأخيرة:

1.     عام 2015 صدر له كتاب: "الإنفجار السكاني 0 هل تبقى سوريا؟ وهل ينجو لبنان؟ منشورات دار المؤسسة الجغرافية ومركز السكان والتنمية، 413 صفحة.

2.     عام 2015، كتاب " جغرافية الشتات: الهجرة وشبكات الشتات في بلدان الإغتراب"، دار المؤسسة الجغرافية 2015،  430 صفحة.

3.     عام 2016، كتاب " السكان والهجرات الدولية: شيخوخة السكان وتوسع آفاق الهجرة"، المؤسسة الجغرافية 2016،  536 صفحة.

4.     عام 2016، كتاب " الهجرات الدولية : الهجرات البشرية منذ فجر التاريخ"، منشورات دارالمؤسسة الجغرافية 2016،  478 صفحة.

5.     جنوب لبنان: السكان والهجرة، دار المؤسسة الجغرافية (تحت الطبع)، 2019.

 



[1] راجع: "مقدمة تاريخية عن جبل عامل، موقع وزارة الداخلية والبلديات،إتحاد بلديات قضاء بنت جبيل، في 11 تيسان 2012.

 

[2]  أبو الفرج الأصفهاني: يعتبر كتاب الأغاني، من أغنى الموسوعات الأدبية التي ألفت في القرن الرابع الهجري، وقد طبع الكتاب طبعات عديدة فقد تم نشره لأول مرة في أوروبا سنة  1868. ثم نشر فيما بعد مجدداً في 24 مجلداً ضخماً، بمعدل جزئين في كل مجلد، بالاضافة إلى فهارس فنية مفصلة في المجلد 25 عن دار احياء التراث العربي البيروتية. ونشر كذلك عن دار الفكر للطباعة والنشر ببيروت.

[3]  تاريخ ابن خلدون، إبن خلدون، الجزء الثاني، الصفحة ٢٥٦.

[4] لقد سُميت بعض أجزاء من جبل عامل ببلاد بشارة، نسبة إلى أحد الزعماء الذي تعددت الآراء حول نسبه.

[5] كما عرف هذا الجبل ببلاد المتاولة، كون معظم سكانه من المتاولة حسب التسمية المعروفة في لبنان أي الشيعة.

[6]  القلقشندي - صبح الأعشى - الجزء الرابع - صفحة صفحة 86.

[7] محمد جابر آل صفا: تاريخ جبل عامل – بيروت، دار متن اللغة -ص25.

[8]  كتاب الكامل في التاريخ، لمؤلفه الإمام العلامة أبي الحسن علي بن أبي الكرم..المعروف بابن الأثير الجزري 630 هـ.

[9] موقع وزارة الداخلية والبلديات، مصدر سابق.

[10]  توجد آراء متفاوتة حول تحديد مساحة هذه المنطقة وحدودها، بينما يعتبرها المؤرخ محمد جابر آل صفا  "ثلاثة آلاف كلم2"، ويوافقه كل من المؤرخين علي الزين وحسن الأمين، على اعتبار ان متوسط طول هذا الجبل من الجنوب إلى الشمال يبلغ نحواً من ثمانين كيلو متراً، ومتوسط عرضه نحواً من أربعين، هذا إذا جُعل منتهاه من الشرق الجنوبي ضفة بحيرة الحولة، ومن الشمال الشرقي منتهى جبل الضهر، إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط.

[11]الياس صادر: ثورة جبل عامل1920 ص18

[12]  السيد محسن الامين - خطط جبل عامل. دار المحجة البيضاء للنشر والتوزيع، 2002. 340 صفحة.

[13] حاولت بعثة إيرفد عام 1960، رسم حدود منطقة جبل عامل، فاعتبرت ان"منطقة لبنان الجنوبي (قبل أن تقسم إلى محافظتين)، تبدأ من نهر الأولي (أي أن صيدا تدخل ضمنها)، ونلاحظ هنا ان الضفة اليمنى لنهر الأولي، التي تضم في شمالي الإقليم دير المخلص وجون، قد ألحقت بهذا الإقليم، على الرغم من أنها تقع إدارياً، خارج المحافظة. ان التركيب الطولي للبنان يتعرض لتعديلات، تعطي لبنان الجنوبي تركيبه الخاص، تتابع الرقعة الساحلية بعد صيدا،حتى تبلغ حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة، لتشكل المنطقة الساحلية للبنان الجنوبي، وتنتهي سلسلة جبل لبنان، بجرف في جبل الريحان، وتشكل جبل جزين، وتشكل المنحدرات الواقعة بين الساحل والجبل، وراء عاصمة الإقليم، المنطقة الصغيرة لما وراء صيدا، والباقي،أي ما يقارب نصف الإقليم، تشغله نجود من الأراضي البيضاء والحمراء، منجرفة دائماً وخالية من الماء، وتلك هي خاصة الجنوب: ”انه جبل عامل"، راجع: "مقدمة تاريخية عن جبل عامل"، مصدر سابق.

[14] سليمان ظاهر، معجم قرى جبل عامل, المجلد 1، مؤسسة الإمام الصادق للبحوث في تراث علماء جبل عامل،, 2006

[15] السيد محسن الأمين، خظظ جبل عامل..ولد وعاش في بلدة شقرا- قضاء بنت جبيل(1865-1952م).

[16] راجع: حسن ترحيني، 31 قرية عاملية ألحقت بفلسطين، موقع "جنوبية" في 24 آذار 2017.

[17]  راجع لمزيد من التفاصيل، د. علي فاعور: جنوب لبنان الطبيعة والإنسان، الطبعة الأولى عام 1985.ص, 27.

[18] راجع لمزيد من التفاصيل، د. علي فاعور: جنوب لبنان الطبيعة والإنسان، الطبعة الأولى عام 1985.ص, 57.

[19]  راجع كتاب جنوب لبنان ..مصدر سابق.ص, 137-139.

[20] وزارة التصميم العام، مصلحة النشاطات الإقليمية عام 1970، وذلك بموجب إحصاء بالعينة لعدد السكان المقيمين في لبنان وقد بلغ عددهم الإجمالي 2,126,325 نسمة، بينما كان عدد السكان عام 1960 يبلغ 1,626,000 نسمة بحسب دراسة بعثة إيرفد.

[21]  راجع نتائج مسح المعطيات الإحصائية للسكان والمساكن عام 1996، وزارة الشؤون الإجتماعية بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان.

[22] راجع السكان في الشريط الحدودي المحتل: مخاطر إفراغ الجتوب من السكان، التهجير والنزوح، جدول صفحة 11، (بحث مفدم إلى المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، القاهرة عام 1994). 27 صفحة.

 

[23]  بلغ مجموع عدد المسجلين في لوائح الشطب في لبنان 3,746,483 ناخب (ممن أعمارهم 21 سنة وأكثر). أما عدد الناخبين في الجنوب بحسب لوائح الشطب المقيدين للانتخابات النيابية (أيار 2006)، فقد كان 670 ألفاً و121 ناخبا. 

[24]  راجع للدكتور علي فاعور: جغرافية التهجير، دار المؤسسة الجغرافية، صفحة  106، طبعة عام 1993. 351 صفحة.

[25] لمزيد من التفاصيل حول الهجرة يمكن مراجعة الأبحاث المنشورة للدكتور علي فاعور:

1.         "الإحصاءات السكانية وعوائق التنمية في جنوب لبنان" مجلة الباحث (بيروت) السنة الرابعة العدد الثاني والثالث 1981-1982- ص ص (21-52).

2.         "الهجرة من جنوب لبنان، مع دراسة ميدانية للتهجير الجماعي"، النشرة السكانية، اللجنة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسـيا (أسـكو) في هيئة الأمم المتحدة، العدد 21 (1981) - ص ص(27-85).

3.         "التحركات السكانية ومستقبل التنمية في جنوب لبنان"، النشرة السكانية، اللجنة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا (اسكو) في هيئة الأمم المتحدة، العدد 25 كانون الأول- ص ص (41-70) سنة 1984.

4.                  "مخاطر إفراغ الجنوب من السكان والتهجير في الشريط الحدودي" ، بحيث قدم في المؤتمر  الوطني العام للمهجرين، بيروت، الأحد في 21 حزيران 1992، 20 صفحة.

5.                  "إعمار الجنوب اللبناني وتحديات التنمية السياحية"، دراسة قدمت  في مؤتمر "الجنوب اللبناني وتحديات التنمية، منتدى حرمون الثقافي بالتعاون مع مجلس الجنوب، في جديدة مرجعيون (نادي شبيبة المرج)، تاريخ19 -20 أيار عام 2001. ونشر في كتاب "الجنوب اللبناني وتحديات التنمية" ص.ص. 79-106، عام 2002..

6.                  السكان في الشريط الحدودي المحتل: مخاطر إفراغ الحتوب من السكان، التهجير والنزوح، بحث مفدم إلى المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، القاهرة عام 1994. 27 صفحة.