الإنفجار السكاني
هل تبقى سورية، وهل ينجو لبنان؟
الدكتور علي فاعور
أستاذ الجغرافية وعميد كلية الآداب في الجامعة اللبنانية (سابقاً).
عضو مجلس إدارة المجلس الوطني للبحوث العلمية.
Pr. Dr. Ali Faour
The Demographic Bomb
Is remain of Syria?
Will escapes Lebanon?
First Published in 2015.
BEIRUT – LEBANON
الخرائط والأشكال والرسوم البيانية
رسم الدكتور علي فاعور في مركز دار المؤسسة الجغرافية.
الطبعة الأولى: 2015.
جميع الحقوق محفوظة
المحتويات العامة
الفصل الأول: الوضع الديموغرافي في سورية
مقدمة
1- عدد السكان في سورية
1) النمو السكاني بين 1922و 1953...............................................
2) التوزيع السكاني بحسب المحافظات والمدن الكبرى..............................
3) الكثافة والمناطق العمرانية.........................................................12
2- التوزيع الجغرافي للأديان والطوائف
1) مناطق توزيع الأديان والطوائف...................................................
2) الإختلاط الطائفي منذ القدم.........................................................
3) التوزيع النسبي للطوائف عام 1945..............................................
4) الصراع السياسي والتدخلات الخارجية............................................
5) خريطة توزيع الطوائف حتى بداية الأزمة........................................
3- تأثير الأزمة على التركيبة السكانية
1) تصدّع البنية السكانية...............................................................
2) الصراع في المجال الديموغرافي..................................................
3) تأثير الصراع على المجموعات الدينية............................................
4) مخاطر تقسيم سوريا إلى دويلات.................................................
الفصل الثاني: بين النزوح الداخلي واللجوء إلى البلدان المجاورة
مقدمة
1- تزايد عدد النازحين واللاجئين في العالم
4) اسوأ أزمة لاجئين...................................................................
5) تزايد عدد اللاجئين في العالم......................................................
2- النزوح الداخلي وتوزيعات النازحين
1) توزيع النازحين بحسب المناطق والمحافظات ...................................
2) النزوح في المحافظات الوسطى والجنوبية........................................
3) أوضاع النازحين في الداخل........................................................
4) النزوح والمواجهات في شمالي سورية............................................
5) إنتشار المخيمات العشوائية........................................................
6) من النزوح إلى طلب اللجوء في الخارج..........................................
3- الأوضاع الإجتماعية والإنسانية
1) ألمستوطنات والمخيمات العشوائية.................................................
2) الأوضاع الإجتماعية في مدينة حلب...............................................
3) خطة المساعدة الإنسانية والإنمائية................................................
4) تدهور الخدمات العامة وإنتشار الفقر..............................................
5) الخدمات الصحية والإجتماعية.....................................................
6) الوضع الديموغرافي للسكان المتضررين.........................................
4- التوزيع الجغرافي للاجئين بحسب البلدان المضيفة
1) تزايد أعداد اللاجئين................................................................
2) تدفقات اللاجئين إلى الدول المجاورة
3) تفاقم أوضاع اللاجئين
4) برامج إعادة التوطين لإنقاذ الأرواح.
5) التوزيعات الإقليمية 2012- 2013
6) اللاجئون بالملايين عام 2013
6- أعباء الأزمة: الأولويات والتمويل
1) إدارة الأزمة على الصعيد الدولي
2) الأولويات للدول المضيفة للعام 2013.
3) متطلبات التمويل: أكبر نداء في التاريخ
4) الآثار الإقتصادية للأزمة على دول الجوار
5) الوجه الإنساني والطفولة المشرّدة..
الفصل الثالث : اللاجئون السوريون إلى أوروبا
مقدمة
1- طرق الهجرة واللجوء إلى أوروبا
1) سورية ملتقى المهاجرين
2) طرق الهرب إلى أوروبا
3) اللجوء في الخارج
4) طلبات اللجوء إلى بلدان الإتحاد الأوروبي
5) البلدان الأوروبية المستقبلة للسوريين
2- الهجرة غير الشرعية والتهريب في قوارب الموت
1) تهريب المهاجرين عن طريق البحر
2) تزايد أعداد اللاجئين السوريين
3) تهريب اللاجئين إلى بلدان الإتحاد الأوروبي عام 2014.
4) طرق الموت: من بلدان الإرسال إلى بلدان الإستقبال في أوروبا.
3- إعادة توطين اللاجئين في أوروبا
1) من اللجوء إلى التوطين في دولة ثالثة
2) خطة توطين اللاجئين السوريين ومعايير التوطين.
3) تخلي المجتمع الدولي من أوروبا إلى أمريكا.
4) سوريا أكبر دولة لاجئين في العالم.
4- توزيع اللاجئين السوريين وتعهدات الدول المستقبلة
1) البلدان التي تعهدت قبول اللاجئين.
2) فرنسا: 500 شخص، هذا لا شئ على الإطلاق.
3) موقف المفوضية العليا للاجئين.
4) إعادة توطين اللاجئين في أستراليا
5) السوريون إلى أمريكا
الفصل الرابع: التوزيعات الجغرافية للنازحين السوريين في لبنان
مقدمة
1- تزايد عدد النازحين السوريين في لبنان
6) لبنان: 1,2 مليون لاجئ
7) تزايد عدد النازحين منذ بداية الأزمة
8) مراحل النزوح إلى لبنان
2- توزيع النازحين بحسب مكان الإقامة في سوريا
7) توزيع النازحين بحسب المحافظات ومكان المنشأ
8) لبنان الوجهة المفضّلة للنازحين
9) أكثر من نصف النازحين من مناطق بعيدة.
3- محاور النزوح بين عامي 2013 و 2014.
7) العوامل المؤثرة في حركة النزوح
8) خريطة النزوح بين عامي 2013 و 2014.
9) دور الجمعيات والهيئات غير الحكومية والمنظمات الدولية
4- التوزيع الجغرافي للاجئين السوريين في لبنان
1) حصة لبنان: الأعلى في العالم
2) توزيع النازحين على مستوى المحافظات
3) الثقل الديموغرافي للنزوح في المحافظات الكبرى
4) التوزيعات على مستوى الأقضية اللبنانية
5) توزيع النازحين بحسب القرى والمدن
5- خرائط الإنتشار المناطقي للنازحين
7) خريطة الإنتشار المناطقي في لبنان
8) خريطة منطقة بعلبك الهرمل
9) خريطة منطقة عكار
10) أزمة إيواء الناحين في الملاجئ العشوائية والمستوطنات
الفصل الخامس: التغيير الديموغرافي وأزمة اللاجئين
مقدمة
1- الخلل الديموغرافي في لبنان
1) سجلات المقيمين منذ 1932
2) ما هو عدد سكان لبنان؟
3) توزيع السكان غير اللبنانيين
2- مخزون اللاجئين والمهاجرين في لبنان: أرقام وتقديرات
6) لبنان دولة بلا أرقام
7) عشرات الآلاف من عديمي الجنسية في لبنان
8) خريطة المفوضية العليا للاجئين
9) الهجرة الوافدة والهجرة غير الشرعية
10) خريطة طريق للعامين 2015 – 2016.
11) القدرة على الإستيعاب: لبنان الأول بين دول العالم
3- بين لبنان وسورية: الخصائص الجغرافية والديموغرافية
6) مساحة الأرض وعدد السكان
7) مقارنة مع البلدان المجاورة لسوريا
8) إختلاف المؤشرات بين سوريا ولبنان
9) إختلاف التركيبة السكانية بين اللاجئين واللبنانيين
4- مخاطر التوطين على لبنان
1) إعادة التوطين: لبنان بلد عبور، وليس بلد لجوء
2) الإطار القانوني للهجرة وتسهيلات الدخول
3) مخاطر التوطين في برلين
4) برنامج التوطين في مؤتمر جنيف
5- موجات النزوح تغيّر الخرائط
1) على الأرض:تحوّل لبنان إلى مخيم كبير
2) خرائط تدفقات النازحين: بين 2012 و 2013 و 2014.
3) الإختلال في المجتمعات المضيفة على مستوى المناطق
6- هل يتحوّل لبنان إلى بلد لاجئين؟
1) مخاطر الهجرة الخارجية
2) مخاطر شيخوخة السكان
3) الوضع الديموغرافي في خطر
4) سياسة النزوح السوري إلى لبنان
5) تحديد معايير الدخول إلى لبنان
6) دعم صمود المجتمعات المضيفة
الفصل السادس: تداعيات النزوح السوري، هل ينجو لبنان؟
مقدمة
1- أزمة المأوى والتجمعات العشوائية
1) الأوضاع العامة للمأوى
2) أماكن السكن العشوائي
3) بر إلياس عاصمة النزوح السوري
4) مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة المقيمين في الملاجئ
5) الأولوية لدعم الأسر الضعيفة في الشتاء
2- اللاجئين في المجتمعات المضيفة: نقاط الضعف في المجتمع المحلي المضيف
1) تحديد الإحتياجات الأولية
2) التوزيع الجغرافي للأسر الضعيفة
3) اللاجئون وحدهم في مواجهة العواصف.
4) لبنان: خطة الإستجابة الإقليمية في الشتاء (للعام 2014).
3- هل ينجو البقاع من كارثة؟ دعم الصمود في البقاع والمناطق الجبلية
البقاع:
1) توزيع اللاجئين في المناطق الجبلية
2) الوزن الديموغرافي والتركيبة السكانية
4- إنتشار اللاجئين : التباين في التوزيعات الجغرافية
1) تغيير المعالم الديموغرافية
2) المعطيات الجغرافية على الأرض
3) المناطق الجبلية فوق 500 م
4) المناطق الجبلية دون 500 م.
5) خريطة توزيع السر الأكثر حاجة.
5- الظروف المعيشية للاجئين وطرق المساعدة
1) دعم المفوضية العيا للاجئين.
2) الضغط على المجتمعات المحلية
3) دعم المجتمعات المضيفة وبرامج التنمية المحلية
6- الفقراء في مواجهة الأزمة وحدهم
1) خارطة الفقر والظروف المعيشية
2) التفاوت المناطقي في لبنان
7- اللاجئون في ضيافة الفقراء
1) في الأرياف والضواحي الفقيرة
2) وجه الفقر الإنساني
3) خريطة جديدة للمناطق الفقيرة والأشد فقراً.
4) برنامج وطني شامل لمواجهة الفقر
8- مواجهة الإنفجار السكاني
1) لبنان مأوى اللاجئين وملتقى المهاجرين
2) فقدان القدرة على الإستيعاب
3) فقدان التماسك الإجتماعي وإنهيار الخدمات
خلاصة - إدارة الأزمة قبل إنفجارها
1) مخيمات كثيرة
2) المخيمات مرفوضة لكنها قائمة
3) ما هي الخيارات الممكنة
4) توفير الأمن الإجتماعي
5) مجلس أعلى لإدارة النزوح
خلاصة عامة
مقدمة
بدأت أحداث الأزمة السورية في منتصف شهر آذار/مارس 2011، حيث تحولت الإحتجاجات التي شهدتها بعض القرى والمدن إلى مواجهات عنيفة بدأت تتصاعد حدتها مع دخول عناصر خارجية، ومشاركة دول إقليمية في إدارة الصراع، حيث توسعت حدود الأزمة لتشمل جميع الأراضي السورية، وتمتد إلى البلدان المجاورة مع إنتشار اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا والعراق، وحتى في مصر وبعض البلدان في شمالي أفريقيا.
وهكذا أصبحت الأزمة السورية، بعد مرور قرابة أربع سنوات، أزمة دولية، بل حالة خاصة ومميزة في الصراع الإقليمي والدولي، تختلف عن سابقاتها من الحركات الإجتماعية، والإنتفاضات الشعبية التي أطاحت بالحكم في دول شمالي افريقيا، من تونس إلى ليبيا، ومصر، ثم إنتقلت إلى اليمن، وبعدها إلى سوريا.
لكن ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط مع توسع الأزمة السورية، وتشعبها وتعقيداتها على مختلف المستويات العالمية، يكاد يكون حالة متفردة من خلال تحوّل المواجهات من إحتجاجات شعبية وصراع سياسي بأبعاد إجتماعية إقتصادية، إلى ما يشبه الحرب الأهلية، بأبعاد دينية وطائفية، ترافقت مع تعدد الدول، وتنوّع الجهات المشاركة في إدارة الأزمة، التي باتت من أصعب الأزمات العالمية، وذلك نتيجة الإنقسام الدولي الحاصل في مواجهة الأحداث، بشكل لم يشهده العالم منذ نحو ربع قرن، وهذا ما أدى إلى إطالة عمر الأزمة، وتمددها من الإطار المحلي، إلى الإقليمي والدولي، وهي تبدو مرشحة للإستمرار في لعبة توازن القوى الدولية، كساحة مواجهة تستخدم فيها كافة الوسائل والأسلحة السياسية والدينية والطائفية.
وبينما دخل الصراع في سوريا عامه الرابع في 15 آذار/مارس عام 2014، تتواصل عمليات المواجهة بين النظام والقوات الحكومية من جهة، والمعارضة بمختلف تكويناتها من جهة أخرى، وبينما تتصاعد حدة المعارك في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وبخاصة في المدن الكبرى المكتظة بالسكان، مثل دمشق، وحلب، وحمص، والرّقة، ودير الزور، ودرعا، مما يؤدي إلى إنعدام الأمن في أجزاء واسعة من البلاد، وتزايد عدد النازحين والمهجرين في الداخل للهروب من أعمال العنف الجارية في بعض المناطق، مما أدى إلى نقص الغذاء، وإنقطاع المياه الصالحة للشرب، وتراجع خدمات الكهرباء، وتوقف المدارس ومرافق الخدمات العامة عن العمل في بعض الأحياء المحاصرة، وفرض الحصار على بعض المناطق، مما أدى إلى إنتشار بعض الأمراض مثل التيفوئيد والحصبة، ونقص الخدمات الصحية، وإنقطاع إمدادات الوقود، بحيث لم تعد المخابز قادرة على العمل.
ومع تزايد حدة المعارك وإستخدام الأسلحة الثقيلة في بعض المدن والأحياء الكثيفة السكان، أصبح الدمار يغطي مناطق واسعة عند خطوط المواجهة، وبخاصة في بعض أحياء حلب، وحمص، ودير الزور، حيث تدور معارك عنيفة أدت إلى تشريد الآلاف من السكان، الذين هربوا من الموت بعد دمار منازلهم، بحيث تحولت المدارس إلى مراكز لتجمعات المهجرين، وإيواء المشردين، كما تزايدت الحاجة إلى أماكن لاستقبال النازحين وتوفير الخدمات الصحية والمواد الغذائية للأطفال والنساء، وتقديم الدعم لإدارة النفايات، وتأمين الحاجات الضرورية من المساعدات الغذائية والطبية، حيث تتواصل تدفقات اللاجئين إلى البلدان المجاورة، في تركيا، والعراق، والأردن، ولبنان، بالإضافة إلى موجات كثيفة من المهاجرين خارج البلاد، ونحو بلدان الهجرة التقليدية في أوروبا وأستراليا، والولايات المتحدة، وكندا..
وقد أدى إنتشار القتال وانعدام الأمن، وتدمير المنازل في المدن الكبرى، ونقص العديد من الخدمات في مراكز الإيواء، إلى تزايد عدد المشردين داخل سوريا، والذين أصبحوا بعد مضي نحو سنتين من الصراع، يمثلون نحو ثلث السكان، ويًقدر عددهم بحولي 8 ملايين مهجّر أجبروا على تغيير مساكنهم، واللجوء إلى أماكن بديلة، مما سرّع في تدهور الوضع الإنساني، وتفاقم حجم الأزمات الإجتماعية والإقتصادية، بحيث تآكلت قدرة الحكومة على توفير الخدمات الأساسية، ولم تعد المنظمات غير الحكومية الدولية، قادرة على تقديم الدعم إلى المناطق المدمرة والمنكوبة، إما لنقص التمويل في خدمات الإغاثة، مع تزايد حجم المشكلة السكانية، أو نتيجة تفاقم الظروف الأمنية، كما برزت عوائق ميدانية حالت دون تمكن المنظمات الأهلية المحلية، ولجان التنسيق الداخلية، والهلال الأحمر العربي السوري، من مواصلة أنشطتها الإنسانية، خصوصاً في مناطق المواجهات، وفي الأحياء المكتظة بالسكان.
وقد جاء في آخر تقرير صدر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن إجمالي عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية منذ إندلاع الحرب في سوريا قبل 27 شهراً، بلغ مليوناً و 600 ألف شخص، وأن "هذا العدد يشير إلى وجود لاجئ سوري كل 14 ثانية"، كما يؤكد التقرير أن الحرب في سوريا رفعت عدد اللاجئين بشكل غير قياسي، لم يشهده العالم منذ نحو 20 عاماً، بحيث أن عدد اللاجئين، الذين فروا من المعارك، والذين تم تسجيلهم لدى المفوضية خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2013، قد بلغ مليوناً و 100 ألف لاجئ، وهو عدد اللاجئين ذاته حول العالم عام 2012، علماً أن العدد الحقيقي للاجئين أكبر بكثير، حيث يوجد عشرات الآلاف من الذين لا زالوا ينتظرون التسجيل في لبنان، والأردن، وتركيا، ومصر، بالإضافة إلى آلاف المهاجرن السوريين الذين تم قبولهم كلاجئين في بلدان الإتحاد الأوروبي، وغالبيتهم من أصحاب الكفاءات والعمال المهرة، ومن العلماء المهاجرين للبحث عن وطن.
ومع تطور الأزمة وتدهور الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية في سوريا، وفشل كل المحاولات الدولية، مما أدى إلى تدمير آلاف المساكن، وتشريد السكان الذين فروا من أماكن المواجهة، أو أجبروا على إخلاء مساكنهم، حيث إرتفع عدد اللاجئين إلى نحو مليوني لاجئ إنتقلوا عبر المعابر الحدودية إلى البلدان المجاورة في لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر، بينما يُقدر عدد النازحين في الداخل، والذين غيّروا مساكنهم، وإنتقلوا إلى أحياء ومدن بديلة وآمنة بنحو ثلث السكان، بالإضافة أيضاً إلى إرتفاع عدد المهاجرين الميسورين الذين غادروا البلاد إلى البلدان الأوروبية، وبلدان الهجرة التقليدية في أمريكا وأستراليا.
لهذا يحاول هذا البحث إلقاء الضوء على ظاهرة النمو السكاني والتوزيعات الجغرافية للسكان، وإختلاف الكثافة السكانية بين المحافظات، وتحديد مراكز الثقل الديموغرافي في المدن التي تشهد نزاعات سكانية متواصلة، ثم ما هو واقع التنوّع الديني والطائفي في سوريا، وكيف تتوزع التركيبة السكانية، وما هي خصائصها؟ ثم ما هي العلاقة بين خريطة التوزيعات السكانية، وتوزيع الطوائف والأديان بين المناطق الجغرافية، وما هي نسبة المسلمين والمسيحيين المقيمين في سوريا وأماكن إنتشارهم، وكذلك توزيع السكان بين العرب وغيرهم؟ بحيث يمكن وضع خرائط توضح وتبيّن الواقع على الأرض حيث يدور الصراع، وتتفاوت التوزيعات السكانية بين المدن والأرياف، كما يختلف توزيع الأديان والطوائف بحسب المناطق بين الساحل والداخل والمناطق الجبلية التي لجأت إليها بعض الطوائف منذ القديم، بحيث يمكن فهم العلاقات التاريخية التي تربط بين الجغرافية والديموغرافية، من خلال خصائص التمركز السكاني والتنوّع الديني القائم في مختلف المناطق..
كما سيتناول البحث محاولة تحديد أكلاف الحرب على الصعيد الداخلي بالنسبة لتدمير القرى والمدن، وتزايد الخسائر البشرية، وأزمة إنتشار اللاجئين في البلدان المضيفة، وتزايد أعداد النازحين والمشردين في الداخل، ومدى تأثيرها على الأوضاع الديموغرافية والإجتماعية والإقتصادية، وذلك مع خرائط مفصّلة حول كافة التوزيعات السكانية، وتحركات اللاجئين والنازحين السوريين من بلدا إلى آخر.
No comments:
Post a Comment