الشاعر والكاتب السعودي عبدالله الجفري حول الدكتور علي فاعور (مقال ثاني تابع): اول الكلام نقطة حوار في جريدة الحياة، المملكة العربية السعودية عام 1996.
أول الكلام : نقطة حوار
مقالة (ثانية) في جريدة الحياة - الثلاثاء ١٦ / نيسان /
١٩٩٦
للشاعر الكبير "الأخطل الصغير" للمرة الألف:
يبكي ويضحك ..... لا حزناً ولا فرحاً
كعاشق .... خط سطراً في الهوى ... ومحا !!
يسعدني أن أواصل الحوار هنا - عن عالم، باحث نشيط في ميادين تخصصه العلمي، هو: د. علي الفاعور... الذي ركز الكثير من اهتمامه على دراسات المدن والهجرة السكانية، والتهجير في لبنان .... وله دراسة هامة في سلسلة: "مأساة شعب وأرض" كتبها عن بيروت - ١٩٧٥ ۱۹۹۰ - التحولات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية" ...
وكان دافعه
لكتابة هذا البحث ما تواجهه بيروت من تحديات " أدت إلى التحولات المتسارعة
إلى تغيير معالم المدينة وطبيعتها التي أصبحت حالة متفردة عن غيرها من المدن، وذلك
بعد ست عشرة سنة من النزاعات المتواصلة "!!
وقد أمتعني الدكتور الفاعور بإهدائي نسخة
من هذا الكتاب الصادر في عام ۱۹۹۱ طبعة أولى، الذي حمل في مقدمته دهشة الباحث التي صور
بها ثبات هذه المدينة / بيروت وصبرها وقوة تحملها ..... وأنها بعد سنوات الحرب
الأهلية والنزاعات " وتدميرها بقساوة وتهديم مساكنها على مراحل وتهجير سكانها
عدة مرات، وتقسيمها بين شرقية وغربية، تفصل بينهما خطوط التماس والأسلاك الشائكة..
بعد كل ذلك: لا زالت تعطي وتنتج، وما زالت في نفوس أهلها واحدة موحدة" !
لقد قسم المؤلف
كتابه إلى أربعة فصول .... شكلها من :
·
النمو الحضري في لبنان، الأوضاع السكانية والسكنية في
بيروت،
·
المسح الميداني للأوضاع الديموغرافية والاجتماعية
والاقتصادية لسكان أحياء البؤس في بيروت،
·
مجال التحركات السكانية، التهجير والترحيل بين الأحياء
والمناطق،
·
الوضع السكني: السكن والمساكن...
·
التركيب الديموغرافي، المستوى التعليمي، التركيب المهني
والنشاط الاقتصادي،
·
اقتراحات وحلول مستقبلية....
ولا بد أن عصب هذه الدراسة يرتكز في المقام
الأول على اهتمام الباحث بحياة الفقراء (الذين يشكلون نسبة كبيرة من المقيمين في
مدينة بيروت والضواحي المحيطة بها).
والنقطة الأخرى الهامة كمحور لهذا الباحث:
أن سنوات الحرب الأهلية تسببت في خلخلة البيئة الاجتماعية التي شارفت على الانهيار،
بعد ست عشرة سنة من التنقل والتهجير بين الأحياء داخل العاصمة ومن القرى المدمرة
إلى قلب المدينة، الذي تحول إلى موئل
للاجئين" !!
وأثناء قراءتي لهذا
البحث.... كنت أسترجع ملامح من شخصية (الإنسان) الدكتور علي فاعور، وقد ضمتنا
سهرات "عمان" الجميلة في منزل صديقنا علي شبو"... وكانوا في تلك
السهرات يهربون من حوارات النهار عن المدن وكيفية التعاون العربي والإقليمي
واستراتيجيات التمويل .....
فقد وجدت في الإنسان /
علي الفاعور: روح المرح الممزوج بالسخرية المريرة من أوضاع الإنسان العربي في كثير
من مدنه وواقع العصر الذي يقول: إن العلم وحده - لا يكفي بل دعم التنمية يحتاج إلى
جهود متعاونة من شتى الأطراف حتى لا ينزلق الإنسان العربي إلى اضطرار الاحتياج !!
قلت ذات مساء
للصديق "علي الفاعور": أنت عالم واقعي جداً إلى درجة الحلم الذي صار
يفتقده كل عربي ويطرد وراءه .... كأن هذا "الحلم " ليس من حقوقه !!!
الشاعر الكبير والكاتب السعودي عبدالله الجفري (رحمه الله) في
جريدة الحياة، المملكة العربية السعودية في
16 نيسان 1996.