Wednesday, March 17, 2021

الحرب والتهجير في لبنان..دراسة للدكتور علي فاعور عام 1988.

 


الحرب والتهجير في لبنان..للدكتور علي فاعور عام 1988.

دراسة شاملة عن كافة مراحل الحرب والتهجير السكاني في لبنان، ولا سيّما تنقلات المهجرين في جميع المناطق اللبنانية ؛ نشرت في مجلة المستقبل العربي، عام 1988..28 صفحة.

" أن خريطة التهجير السكاني كوثيقة بأبعادها التاريخية يجب أن تبقى دائما في الذاكرة حتى لا تتكرر النزاعات الداخلية في لبنان".

" فقد شهدت أعوام الحرب المستمرة منذ عام 1975، أطول النزاعات الداخلية في لبنان وذلك منذ عام ۱۸5۰حتى اليوم. ولأول مرة في تاريخ لبنان المعاصر يتم اقتسام الأماكن في الأرياف والمدن عبر الخطوط تماس ، أحدثت انقطاعاً بين فئات المجتمع لبناني ، حيث برزت كيانات متباعدة تسعى لبناء دويلات صغيرة على أنقاض الوطن ، بل لأول مرة أيضا ومنذ  فجر الاستقلال ، تكتسب الأماكن الجغرافية أهمية  واعترافا لم تألفهما حتى في حالة الازدهار الاقتصادي التي عرفتها البلاد قبل بداية الحرب.

وبنتيجة جولات العنف المتنقلة انهارت صيغة التعايش بين اللبنانيين ، وبرزت التناقضات الحادة بين الجماعات الطائفية رغم تمسك البعض بإطار الوحدة كشعار ، للهروب من مخاطر التقسيم ، كما أدى الانقطاع الجغرافي بين المناطق الى تغيرات بارزة تمثلت بعمليات الفرز السكاني التي توسعت على مختلف الجبهات ، وشملت معظم الأحياء في المدن ، وحتى  القرى الصغيرة في الأرياف والمناطق، حيث جرى تهديم الأبنية وإقتلاع السكان وترحيلهم عبر موجات بشرية ضخمة ، لم تتسع لها المناطق اللبنانية في الساحل والجبل والجنوب والبقاع والشمال ، مما أدى إلى تزايد التدفقات البشرية إلى الخارج في أوسع عملية استنزاف للموارد البشرية والكفاءات الممتازة.

هكذا خلال حالة الحرب ، تعمقت التناقضات ، واستمرت لغة العنف هي السائدة بأشكالها المتنوعة ، مما يؤكد أن البنية التحتية الداخلية للدولة لم تكن قد اكتملت ، حيث التباين حول محددات الهوية وحدة الأرض والانتماء الثقافي ... وغير ذلك من أوجه الاختلاف التي أثبتت فشل النظام السياسي لبناني ، الذي لم يُركز على تماسك البنية التحتية وتدعيم الكيان في وحدة الأرض والمجتمع ، وعجز عن تكوين الأطر وبناء الجسور للربط بين الأماكن الجغرافية ، وتنظيم العلاقات بين الفئات الاجتماعية على اختلافها".






























No comments: