النازحين، وتقديم الإعلامية ليندا مشلب،
توقع أكاديمي وخبير بارز في دراسات السكان والهجرة أن مناطق لبنان وبخاصة الأحياء الفقيرة في بيروت وطرابلس وصيدا، ومناطق البقاع، هي الأكثر تأثرا بنتائج النزوح السوري بعد مضي نحو من 6 سنوات ونصف على إستضافة لبنان لأكثر من مليونين ونصف نازح سوري
وقال البروفيسور علي فاعور، صاحب المؤلفات ذائعة الصيت حول الهجرة وتداعيات النزوح السوري في لبنان: "إن إستمرار أزمة النزوح دون حلول سوف يؤدي إلى تفكك البنية الديموغرافية في لبنان، بالإضافة إلى ضخامة الأعباء الإقتصادية ومخاطر زعزعة الإستقرار الأمني في الداخل نتيجة التوترات المتزايدة بين المجتمعات المضيفة والنازحين بشكل لا يمكن تخيله".
وفي حوار عبر تلفزيون NBN ، جرى يوم الأحد (1 تشرين أول عام 2017)، حول موضوع عودة النازحين السوريين، وشارك فيه معالي الوزير إلياس بو صعب مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدولية، والدكتور نديم المنلا مستشار رئيس الحكومة لشؤون النازحين، وتقديم الإعلامية ليندا مشلب، كشف الدكتور علي فاعور في حديثه عن عودة النازحين، أن لبنان بات اليوم أشبه "بمخيم كبير يضم مستوطنات كثيرة تتوزع على أكثر من 2500 محلية وعشوائية منتشرة على إمتداد الجغرافية الوطنية" وشدّد على أن هناك معادلة باتت واضحة ومطبقة في العديد من الدول التي تستضيف النازحين، وهي بعنوان: "إن إنشاء مناطق آمنة في سورية تقابلها عودة آمنة للاجئين في الخارج".
وأعاد للأذهان حقيقة أن أزمة التوطين التي اثارها الرئيس الأمريكي في الأمم المتحدة (الدورة 72 في نيويورك، أيلول 2017)، هي قديمة في لبنان، حيث كان قد ذكرها أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، كما اثارها ايضاً الرئيس الأمريكي أوباما عام 2016، وهي تعود في الأساس إلى عام 1948 بعد ترحيل الفلسطينيين وحرمانهم من حق العودة ومحاولة توطبنهم في لبنان مقابل تعويضات، كما يحدث اليوم بالنسبة للنازحين السوريين، وسعي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتثبيتهم في البلدان المضيفة بدل العمل على إعادتهم إلى بلدهم وبيوتهم "، منوها إلى أن هذا السيناريو معروف وقد جرى إستخدامه في جميع المؤتمرات التي شارك فيها لبنان من برلين إلى باريس ولندن وبروكسيل.. حيث جرت محاولات حثيثة لإقناع لبنان بإعطاء إقامات وتوفير فرص عمل للنازحين وتسجيل الولادات الحديثة... مقابل تعويضات لمشاريع خدماتية.
وأضاف: " لقد تم تحويل لبنان إلى خزان بشري ضخم يضم نحو ثمانية ملايين ساكن، كخليط من اللاجئين والنازحين والمكتومين والمهاجرين غير الشرعيين من مختلف الجنسيات يعيشون في رقعة صغيرة من الأرض لا تتعدى مساحتها 10,452 كم2، وهي قد باتت اليوم الأولى في العالم من حيث عدد اللاجئين إلى مجموع السكان ".
وأضاف: "فقط تخيلوا ما سيحدث عندما ينفجر هذا الخزان، وكيف سيؤثر هذا الحدث على لبنان؟ سيؤدي هذا إلى إغراق لبنان بالفوضى بالكامل، ناهيك عن التداعيات الاقتصادية والأمنية بالغة التعقيد التي ستنجم عن ذلك والتي سوف تطال آثارها أوروبا والعالم".
وأقر علي فاعور بأن "هناك سيناريوهات للتوطين تتم دراستها ضمن مشروع خارطة الشرق الأوسط الجديد، وهي أكثر رعبا كونها تهدف إلى توتير الداخل لتغيير التوازن الديموغرافي في لبنان"، مشددا على أن الأولوية اليوم هي لمعالجة ملف النازحين قبل تفاقم الأزمة".
No comments:
Post a Comment